منزلٌ في ماساكي

5

ينقسم هذا المنزل بتوقيع معماريي Hayato Komatsu إلى قسمين، يربطهما مع بعضهما البعض جسر خشبي وغرفة حديقة مزججة.

ويقع المنزل في ريفٍ ياباني، ويتألف من طابقين بجسد مستطيل أبيض اللون تتوسطه حديقةٌ مغلقة وتراسٌ مظلل يقع خلف الواجهة.

لكن للدخول إلى هذا المنزل الرومانسي، ما على الزوار سوى أن يخطوا الدرجات الحجرية والولوج حفاة الأقدام من غرفة الاستقبال إلى منطقة المعيشة وتناول الطعام مروراً بحديقة تفترش أرضيتها الحصى.

أما للوصول للطابق العلوي، فعلى الزوار أن يصعدوا الدرج اللولبي، حيث هناك يجدوا جسراً يرتبط بالحمام وغرف النوم الموجودة في الطابق العلوي.

وإن أردتم معرفة ما قاله المعماريون عن مشروعهم إليكم الآتي:

تم تصميم المنزل مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات الثنائي أصحاب المنزل وأولادهما، إذ يقع المنزل في موقعٍ بعيدٍ نسبياً عن منطقة ماتسوياما العمرانية، متربعاً في ريفٍ هادئ لطيف.

لكن بالمقارنة مع الجهة الشمالية من هذا الريف، يتمتع الجزء الجنوبي منه بحركةٍ مرورية كبيرة نظراً لضرورة الوصول للمتاجر المصطفة على الطريق ووجود مجموعةٍ من المنازل هنا وهناك، إذ تم تحويل الموقع مؤخراً من أرضٍ زراعية إلى مساحة سكنية.

أما بالنسبة لمتطلبات العملاء فهي مثل طلبات معظم العملاء؛ تأمين أسلوب حياة حيث يمكن للأفراد العيش في مكانٍ مريح في موقعٍ يمكن للمرء فيه أن يشعر بالطبيعة ويستمتع بقضاء الوقت اللازم مع عائلته، مع التقليل قدر الإمكان من الاعتماد على المرافق.

وفي الوقت الذي يشتهر فيه شمالي الريف بالغنى والجمال، يشكك الكثيرون بمدى استدامة هذا الجمال، لذا يجب على المنازل ألا تعتمد بشكلٍ كامل على المشاهد الطبيعية، ولكن عليها أن تتعايش مع الطبيعة والمشاهد الطبيعية المحيطة بها.

ولأن الرياح تهب على هذه المنطقة من الجهة الشرقية والغربية طوال العام، تم وضع ساحاتين من جهة الشرق وجهة الغرب للمحافظة على تدفق الهواء.

حيث تم ترتيب المنزل بحيث تكون الجهتين الغربية والشرقية مفتوحتان تماماً، وتتوسط المساحة غرفة المعيشة حيث يمكن لأفراد العائلة قضاء فترات طويلة بين الساحتين اللتين تتمتعان بأجواء مختلفة.

فالساحة الغربية يطغى عليها الإحساس الهادئ والدافئ، إذ يحيط بها جدارٌ خارجي يُدخل إليها ضوءً لطيفاً غير مباشر، في الوقت الذي تتمتع فيه الساحة الشرقية بأجواء دافئة أيضاً بفضل الجدران والأسقف المحاطة بالزجاج.

وكنتيجة لذلك تقدم الساحتان تهويةً ملائمة بدرجات حرارة متفاوتة، ما يسهّل تدفق الهواء عبر الفراغات الداخلية.

علاوةً على ذلك، تخدم الساحة شبه الخارجية وظيفتين مختلفتين؛ فخلال الصيف تسمح المظلات ومصدات الشمس بالتحكم بالضوء الطبيعي، في حين تتحول الساحة خلال الشتاء إلى غرفة تشميس تخزّن الدفء المتراكم من أشعة الشمس، ما يساعد على تدفئة الهواء الداخلي.

أما مستقبلاً فنحن نطمح لتنمية علاقات مبهجةٍ متنوعة مع المشاهد الطبيعية، مع تقديم بيئات دافئة وآمنة بفضل الساحتين المميزتين.

يُذكر ختاماً أن المنزل قد تم إنهاؤه في نوفمبر 2011 باستخدام كتلة خشبية قوية.

إقرأ ايضًا