صممت شركة Söhne & Partner النمساوية للعمارة مشروع فندق Caldor ليمتد على مساحة 800 متر مربع في منطقة Seedörfl في فيينا في النمسا، ليكون هذا العمل نتاج تعاونٍ مثمرٍ بين أعضاء فريق التصميم المؤلف من Thomas Bärtl و Michael Prodinger و Guido Trampitsch.
حيث تُعتبَر منطقة Seedörfl مساحةً تضم مجموعةً صغيرة من المنازل، يحيط بها منظر طبيعي منبسط، إلى أن يقوم طريق B16 الفدرالي العام من الشرق الشمالي باختراق الحقول.
وتبدو الكتلة المطوية المؤلفة من طابقين من المبنى -بمقدمتها البارزة وغرف نومها على الطابق الأول والأحزمة المخرمة المذهلة على امتداد واجهتها الأمامية- مثل شعارٍ مبني. أما الطريق الكبير المكسو بالاسمنت ومنطقة الرَكن والالتفاف ومرفق تسجيل الدخول الذاتي في الردهة المفتوحة، فهي تعطي المبنى شيئاً من أسلوب الفنادق الموجودة على الطريق العام.
تم تقليل حيز الغرف التي تبدأ مساحتها من 10 أمتار مربعة فقط، إلى أقصى حد ممكنٍ دون أن تعطي الغرف إحساساً بأنها صغيرة على الرغم من ذلك. وبالمثل، تم تقليل المواد المستخدمة إلى أقصى حد. ومن ثم تم حجب الحمَّام بواسطة ألواح زجاجية ذات باب منزلق. وكنتيجة لهذا، أصبحت مساحة الحمّام الحمراء ثلاثية الأبعاد جزءاً أساسياً من الغرفة.
أما أكثر ما يميز هذا الفندق من الناحية الخدمية فهو إمكانية استلام الضيوف لمفاتيحهم متى شاؤوا سواء أكان ذلك في الصباح الباكر أم في وقتٍ متأخرٍ من الليل.
تسجيل الدخول الذاتي:
يُروِّج فندق Caldor لنفسه من خلال رفع شعار بفكرةٍ ثلاثيةٍ ” كيف قضيت ليلتك اليوم؟ و”تسجيل دخول ذاتي على مدار الساعة”، وأخيراً، “لا مزيد من الانتظار الطويل”. وقد أعطت الأرض المُراحَة التي تبعد 8 دقائق فقط عن مركز مدينة فيينا الحدودية، وفي مكان قريب جداً من أكبر مركز للتسوق في النمسا كلها، لمالكها فكرة إنشاء فندق يقدم خدمة ذاتية لتسجيل الدخول.
أما كتلة الفندق فهي تنبثق على طول الطريق العام، فيبدأ الفندق بالالتواء ابتداءً من نقطة العبور المركزية. حيث يعطي الالتواء مظهراً بارزاً للفندق من الطريق الرئيسي وفي الاتجاهين. ويمكن أن نجد أيضاً عند نقطة العبور هذه كلاً من الردهة وطريق الوصول الرئيسي وآلة تسجيل الدخول، بالإضافة إلى مرافق أخرى متنوعة.
في حين يوجد الجدار المستعار من أجل حماية نقطة العبور ضد عوامل التجوية ولتأمين الظل والحماية من ناحية أخرى. كما يتلاعب تخريم الواجهة الأمامية مع شعار الفندق بطريقة تخدم الفندق بشكلٍ ممتاز. وقد تم ابتكار مساحات داخلية وخارجية ممتعة لتؤكد على التواصل بين بعضها البعض.
علاوةً على هذا، كانت تكاليف البناء المنخفضة سبباً أساسياً لاعتدال أجور الغرف، حيث تأتي الغرفة المفردة بحجم 10 متر مربع فقط، بينما تأتي الغرف المزدوجة بمساحة 14 متر مربع فقط، بما فيها الحمّامات. والأجمل في الأمر هو أن المزيج بين الألوان المستخدمة والاكتفاء باستخدام جدار زجاجي، فضلاً عن الفصل بين الغرف والحمّام، قد ساهم في خلق غرفٍ لا تبدو صغيرة أبداً حتى ولو كانت كذلك في الواقع.