الولاء للماضي في أبهى حلله في مساكن أستراليا..

6

يعتبر مشروع اليوم تحت اسم Lockyer Residence من تصميم Shaun Lockyer Architects بالاشتراك مع Arkhefield توسعةً بسيطة وعصرية لمنزلٍ في ضاحية Bardon وهي إحدى ضواحي Brisbane المشجرة التي تنتشر التلال على جانبيها، حيث يتمحور التصميم حول قضيتين معماريتين أساسيتين؛ الأولى تتعلق بالسياق واللغة، والثانية تكمن في إيجاد “جوهر” حاجات التصميم السكني، في محاولةٍ لخلق نتائج ساحرة ولكن عملية واقتصادية في نفس الوقت.

وتضمّ هذه التوسعة بشكلٍ رئيسي تنفيذ حجرةٍ إلى الخلف من المنزل، الأمر الذي استطاع أن يضيف على هذه البقعة مزيداً من السحر والألق، ويعيد برمجة إجمالي المنزل بشكلٍ كامل، في حين نلاحظ بأن عمارة المنزل المعاصرة باتت تتعارض وبشدة مع المنزل الأصلي، على الرغم من محاولة فريق العمل الاستثنائي دمج هذه الخطوة الجريئة والكتلة الأصلية سويةً على نحوٍ رائع وملفتٍ للاتنباه.

كما وتدور أحداث التصميم والتخطيط والعمارة في هذا المشروع حول أفراد العائلة وتلبية احتياجاتهم، وكيفية ربط هذا المنزل والطبيعة وحتى الأفق، حيث تمّ تصميم مساحات المنزل لتتكيف وأيام الشتاء الباردة، في حين تسمح هذه المساحات بدخول النسائم الباردة في فصل الصيف، الأمر الذي طالما افتقر إليه المنزل من قبل.

فباختصار لقد كان التحدي هنا أثناء تنفيذ التوسعة؛ الحصول على أهم النتائج وبأعلى المستويات ولكن بتكلفةٍ بسيطة، إلى جانب تقديم أعلى درجات الحرفية والمتعة إلى تفاصيل المنزل البسيط الذي لا يتعدى كونه صندوقاً صغيراً!

ويمكننا القول بأن الحجرة إلى الخلف من المنزل، والتي تحدثنا عنها بدايةً، بأقل تكلفةٍ ممكنة ودون أن تخرج عن حدود التصميم البسيط، هي النقطة الرئيسية من المشروع، فقد تمّ تصميمها لتراعي احتياجات العائلة الشابة التي ترعرت في المنزل القديم، بالإضافة إلى التركيز على الربط بين الأراضي الطبيعية والأفق بهدف تأمين مكانٍ مريح مناخياً.

كما وقد ساهم الإبقاء على كتلة البيت القديم بالحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية على نحوٍ يرضي توقعات الجوار، فبينما تبدو التوسعة المعاصرة الجديدة واضحةً عند النظر إليها من الشارع، تقوم الشجرة الكبيرة في الخارج بحجبها بالإضافة إلى خلق بقعةٍ طبيعية في خارج المنزل، أما وفي الليل، فيبدو المنزل مضاءً بالكامل، الأمر الذي يضفي شعوراً بالفرح لجميع من يمشي في الشارع.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة الجريئة تتعارض من ناحية الشكل وكتلة المنزل الأصلية، فقد تمّ اختيار المواد والألوان لتتكيف والبنية الأصلية وما هو متعارف عليه، في حين ساهم استخدام الزجاج من جهة الشارع بعرض أقل ما يمكن من المواد المستخدمة على العامة، وربما تعزيز فكرة الحداثة والأصالة.

وانطلاقاً من رغبة الزبون بامتلاك منزلٍ ذي معايير استدامة عالية ضمن ميزانيةٍ خجولة، جاء التصميم ليراعي هذه المتطلبات، حيث تضمّ التوسعة مناطق المعيشة الرئيسية ومطبخاً وغرفةً متعددة الاستخدام بالإضافة إلى غرفةٍ للدراسة ومنامةً للضيوف.

وأخيراً كان الناتج من هذا المشروع، ما هو إلا انعكاسٌ لعملية بناءٍ داعمة وإيجابية يشترك فيها الزبون وهو المصمم نفسه ومقاول البناء، حيث لعبت الثقة دوراً هاماً في دفع حدود التوسعة إلى الأمام وبأقل تكلفة وبأعلى مستوى، وبشكلٍ جماعي لا يعوزه المرح، سارت العملية على خير ما يرام.

إقرأ ايضًا