يعتبر قصر Aiete إحدى أهم معالم مدينة سان سيباستيان في إسبانيا، ولذا كان على فريق Isuuru توخي الحذر خلال تصميم الجناح العصري الجديد الممتد أسفل القصر العريق والحيلولة، دون المساس بأصالة وملامح القصر ذي الطابع الكلاسيكي الجديد، بل على العكس تعزيز قيمه التاريخية والثقافية.
إذ يشغل هذا القصر الذي كان يوماً ما منتجعاً صيفياً للديكتاتور فرانشيسكو فرانكو، مقراً لمنظمة حقوق الإنسان، ولذا كان على التصميم الجديد مراعاة وظيفة القصر الحالية ناهيك عن تاريخه العريق، كبقية الأجنحة المعاصرة التي نجحت بأن تندمج وبكل سلاسة مع المباني التاريخية القديمة؛ كالتوسعة التي شهدها متحف اللوفر أو مركز الزوار الذي حل ضيفاً على مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.
وتكشف هذه التوسعة الممتدة تحت القصر نفسه والمفتوحة على ضوء النهار، عن مساحاتٍ مكتبية تابعة للمنظمة في الطابق الأول منها، بينما تضم في الطابق الثاني مركزاً للمعلومات وتوفر مساحةً لا بأس بها لعقد ورشات عملٍ وعرض تاريخ ودور المرفق، كما وتم رفد التوسعة بمنورٍ يربط ما بين القصر القديم وما بين الجناح الجديد، مما يسمح بتسهيل الوصول إلى ورشات العمل المعاصرة في الأسفل.
وأخيراً فقد تم تزويد الكتلة الخارجية من الجناح بسلسةٍ من الأسطح الزجاجية مثلثية الشكل مزودة بدعائم وأعمدة، ومن ثم تم طلي هذه الأسطح باللون الأخضر لتسهيل اندماجها والأراضي الخضراء المحيطة، على نقيض ما يحدث في الداخل، إذ تم طلي داخل الجناح باللون الأبيض لتسهيل إدخال الضوء الطبيعي إلى المساحة المغمورة، ورفد التوسعة بطابعٍ عصري مميز.
وفي النهاية استطاع الجناح الجديد أن يطوق القصر القديم بكل محبة مؤكداً على قدرة هكذا مشاريع الاندماج والسياق التاريخي للمباني القديمة من القرن التاسع عشر كقصر Aiete، دون المساس بحرمة تفاصيلها.