معرض لأعمال نورمان فوستر في هونغ كونغ

32

لطالما كانت هونغ كونغ مدينة الحظ بالنسبة للسير نورمان فوستر، منذ فوزه في تصميم بنك هونغ كونغ وشنغهاي في عام 1979، فقد شكلت هذه المدينة مصدر إلهام دائم لتصميمات مثل مطار تشيك لاب كوك ومحطة كاي تاك البحرية وآخرها المخطط الرئيس لمقاطعة كولون الغربية الثقافية، حيث تعتبر هذه المقاطعة الثقافية أكبر مبادرة من نوعها في العالم اليوم، من حيث الحجم والطموح، كما ويتوقع أن تغير مجرى الأحداث الثقافية فى هونغ كونغ.

وهاهو اليوم -أي فوستر- يعود بقوة إلى هونغ كونغ، فقد كشفت إدارة مركز هونغ كونغ للفنون عن معرض جديد تحت اسم “فن العمارة” برعاية الكاتب الشهير والناقد في صحيفة التايمز ريتشارد كورك، ويتناول هذا المعرض -حسبما خصت مؤسسة نورمان فوستر بوابتنا العربية من تفاصيل- العديد من مشاريع فوستر بما في ذلك مقاطعة كولون الغربية الثقافية، من خلال عرض موضوعي لقائمة من القضايا أبرزها البنية التحتية والاستدامة والتاريخ والتخطيط العمراني والثقافة.

كما ويضم جدولاً زمنياً يمثل 227 مشروعاً في 20 بلداً منذ إنشاء الشركة في عام 1967 وحتى آخر مشروع قامت بتسليمه، ويعرض نماذج عن أهم هذه المشاريع، مثل البنك الدولي في هونغ كونغ ومبنى الرايشتاغ والجامعة الحرة في برلين والساحة الكبرى في المتحف البريطاني في لندن، ومجموعة أخرى من المشاريع الثقافية، بما في ذلك متحف Carré d’Art في نيم ومركز Sage Gateshead الموسيقي ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن وأوبرا وينسبير في دالاس، وأخيراً وليس آخراً مجموعة من مشروعات النقل، بما في ذلك مطار بكين الدولي وأول ميناء فضائي تجاري في العالم في نيو مكسيكو.

ويعرض المعرض، جنباً إلى جنب مع الأعمال المنجزة، بعض المشاريع التي لا تزال حالياً قيد الإنشاء، مثل المخطط المستدام لمدينة مصدر في أبو ظبي، كما ويتميز أيضاً بوجود بعض التصاميم الأولية، بما في ذلك اقتراح فوستر الذي تقدم به لتصميم مقاطعة كولون الغربية الثقافية.

وفي تعليقٍ له عن المعرض صرح كورك بأن جهاز الكمبيوتر قد أحدث ثورة في طريقة عمل المعماريين، ولكنه لم يكن ليلغ دور الرسومات والنماذج المعمارية من آلية عمل الاستوديو، لذا سيلاحظ الزوار وجود العديد من المخططات ما بين زوايا المعرض.

في الوقت الذي تقوم به هذه المشاريع المميزة بتسليط الضوء على التنوع المثير في استوديو فوستر، فإنها تظهر في المقابل الطبيعة المتغيرة لممارسة الهندسة المعمارية، فمع تطور هذه المهنة على النطاق الدولي، نلاحظ تطور التصاميم المعمارية، بغض النظر عن الحجم أو النوع، وفي ذلك إشارة إلى أن نوعية محيطنا لها تأثير مباشر على نوعية حياتنا.

كما ونلاحظ بأن قضايا مثل الطاقة والبيئة قد شكلت حليفاً قوياً لتلك المشاريع منذ السبعينيات، فقد قام فوستر باكتشاف الكثير من الأفكار “الخضراء” في مراحل مبكرة من مسيرته، باتت الآن ميزة لأهم مشاريعه بالاستفادة من التقنيات المتطورة في العصر الحالي.

يُذكر أن المعرض مستمر لغاية 22 من شهر أيلول، وفيه سيتمكن الزوار من متابعة فيلماً بعنوان “سيد فوستر، كم وزن مبناك؟” في أيام 11 و21 و22 على مسرح Agnes B في مركز هونغ كونغ للفنون، وذلك بغض النظر عن تفحّص المخططات والرسومات، حيث يتتبع هذا الفيلم أعمال نورمان فوستر وسعيه لتحسين نوعية الحياة من خلال التصميم، ومن أهم المشاريع المذكورة في الفيلم مطار بكين؛ أكبر مبنى في العالم، ومبنى هيرست في نيويورك وأطول جسر يبنى على الإطلاق في فرنسا، كما ويتناول الفيلم مسألة غاية في الأهمية تتعلق بنزوح الناس إلى المدن في المستقبل القريب، وكيف قام فوستر بتقديم بعض الحلول الممكنة لهذه المشكلة.

لمزيد من التفاصيل والتسجيل يمكنكم زيارة الموقع التالي: www.britishcouncil.org.hk/arts

إقرأ ايضًا