تقنية تصميم قديمة تعود من جديد في برجٍ ألماني

3

احتفالاً بقدوم مهرجان الزهور والحدائق المحلي “Landesgartenschau Hemer” لعام 2010 في مقاطعة North Rhine-Westphalia في ألمانيا، أتم مكتب Birk und Heilmeyer الألماني للعمارة في شتوتغارت برج المراقبة الخشبي في مدينة Hemer في ألمانيا.

إذ يمتلك صرح برج Jüberg بنية قطعٍ زائدٍ مؤلف من 240 عصا خشبية مستقيمة، تتشابك باتجاهين حول البرج. حيث تصبح هذه العصيّ أرفع كلما اقتربت باتجاه القمة، مقدمةً مناظر مختلفة بينما يرتقي الزوار عبر كلٍّ من مستويات المراقبة الخمسة وصولاً إلى منصة القمة. كما يمتلك هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 23,5 متر قطراً يبلغ 6 أمتار عند القاعدة يتسع ليصل حتى 9 أمتار عند القمة. حيث تشاركت Birk und Heilmeyer مع شركة Knippers Helbig للهندسة المتقدمة لإنجاز هذا المشروع الفريد من نوعه.

بهذا البرج البديع التصميم، يشارك مهرجان “Landesgartenschau Hemer” بتقديم صرحٍ جديدٍ في هذه المدينة الغنية بمناظرها الطبيعية الأخاذة. ويضم هذا البرج، الذي تم إكماله بعد فترة تخطيطٍ وبناءٍ لم تتجاوز التسعة أشهر، قطعاً زائداً من القضبان الخشبية المستقيمة. ففي عام 2008، نال هذا المشروع الجائزة الثانية في إحدى المسابقات. ومن المقرر أن يُفتَتح رسمياً في 17 نيسان، اليوم الموافق لافتتاح مهرجان الزهور. من الجدير ذكره أنه قد تم التبرع ببرج المراقبة هذا من قبل مؤسسة Stadtsparkasse Hemer لإضفاء جو من الجمال والمتعة للزوار.

أما إذا ما نظرنا إليه من مسافةٍ بعيدةٍ جداً، فيبدو برج Jüberg للمراقبة مستقراً بشكلٍ بارزٍ عند نهاية شواحط طويلة من السلالم، محدداً بذلك نقطة نهاية المدينة والانتقال إلى المشهد الطبيعي. وبفضل تصميمه الذكي، يتفاعل شكل البرج المتوسع للأعلى مع الظروف المحلية بشكلٍ مباشر، مثل تلة Jüberg المزروعة بالأشجار الحرجية وخط المركز العمراني وكما يتمتع بمنظرٍ شاملٍ بـِ 360 درجة.

بالنسبة إلى التقنيات المتبعة في هذا المشروع، يعتمد إنشاء المبنى على مبدأ القطع الزائد، الذي تم استخدامه بشكلٍ متكرر في إنشاء الأبنية الفولاذية من قِبل المهندس (Vladimir G. Suchov (1853-1939. فيأتي هذا القطع مؤلفاً من 240 قطعةٍ خشبيةٍ مستقيمةٍ من خشب اللاركس السيبيري بمقطعٍ عرضيٍّ تبلغ أبعاده 8×8 سم. وقد تم تصميم كتلةٍ شبكيةٍ كبيرة من خلال إمالة سطحين متعاكسين من العصيّ، حيث يتحمّل نظام العصيّ الخارجي الرقيق جهد البرج كله. هنا لا بد لنا من أن نذكر أنه قد تم الاستغناء عن جميع الأعمدة الإضافية، مثل الأعمدة الفولاذية أو الدعامة المركزية.

كما يشبه هذا النموذج الساكن المبسط للبرج أنبوباً أو قناةً متشابكةً. وتبعاً لقوى الريح الأفقية، يتطور الحمل الأعظم المُطبَّق على الوضع المشبك. بينما تعمل صناراتٌ فولاذية على ترسيخ البناء بعمق ستة أمتار في الطبقة الصخرية.

من جهة أخرى، تقل صلابة البرج تدريجياً فوق الأساس من القاع إلى القمة من خلال إنقاص عدد القضبان الخشبية. وبحسب الحمولات المتناقصة، تتوسع كتلة الشبكة باتجاه الأعلى، مما يزيد من تناسق شكل البرج كله. فتتألف الدعائم في المستوى الأكثر انخفاضاً من 6 قضبانٍ فردية، يتم تقليلها إلى خمسة فأربعة فثلاثة، ليبقى أخيراً قضيبين اثنين فقط. وهذا ما يسمح بإتاحة منظرٍ شاملٍ متزايدٍ كلما ارتقى الزائر إلى منصة المراقبة. بينما تخلق كل واحدةٍ من منصات السلالم الخمسة جواً فردياً تبعاً لنظام القضبان المتناقص.

وبالتوازي مع مساحة الغابة المجاورة، بقيت قاعدة البرج صغيرةً بقطرٍ يبلغ 6 أمتار فقط. أما من أجل المزيد من المتعة الداخلية في الكتلة، فتقود خمسة شواحط سلالم فولاذية ملتفة الزوار إلى منصة المراقبة عند ارتفاع 23,5 متر ليبلغ إجمالي عدد الدرجات في هذه السلالم 125 درجة، وفي النهاية تقدم هذه المنصة التي تمتلك قطراً مقداره 9 أمتار منظراً خلاباً وشاملاً (360 درجة).

كنتيجة، من الواضح أن ألمانيا استطاعت من خلال هذا المشروع المثير للاهتمام أن تثبت نفسها على الصعيدين المعماري والسياحي في وقتٍ واحد، فمن المؤكد أن هذا البرج سيجذب الكثير من محبي التفرج على الإبداع البشري وطبيعة الخالق المحيطة به.

إقرأ ايضًا