قمة الأناقة والهدوء في المصنع المتنفس

7

في موقعٍ غنيٍّ بنمطٍ معماري مختلطٍ من تجمعات المصانع ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة، والمخازن والمرافق التجارية وبعض المساكن، جاء هذا “المصنع المتنفس” بتوقيع شركة تاكاشي ياماغوتشي في مدينة أوساكا اليابانية، استجابةً لمتطلبات العميل الذي كان في خضم إجراء تجارب حول سلامة الطب عن طريق تخطيط وتطوير أدوات ومعدات لأهدافٍ طبية، حيث تمثل برنامج متطلباته إعادة تجديد المصنع وإعطائه خيارين مختلفين؛ أولهما إكمال القسم الموجود أصلاً في المبنى, ليتم فيما بعد إنشاء كامل البرنامج المتفق عليه في المرحلة الثانية.

وبناءً عليه، تم تقسيم الطابق الأول إلى غرفة مؤتمرات وغرفة استقبال وغرفٍ إدارية إضافةً إلى مخزن. أما في الطابق الثاني والثالث فيوجد تجمع من المساحات الوظيفية؛ كمساحات الإنتاج التي تتمثل بقسم التصنيع وقسم التطوير, واللذان تم ضمهما عمودياً ليتحولا إلى “صدع” يفصل الحد الواقع بين الطابقين.

أما الطابق الرابع فقد تم تقسيمه إلى غرفةٍ واحدة مزودةٍ بمساحةٍ كبيرة للاجتماع, والتي يمكن أن تنفتح على المكتب لملاقاة أهداف أبحاث التصميم والتطوير ومختلف الاجتماعات والمحاضرات.

لابد من الإشارة هنا إلى أنه قد تمت تغطية كتلة المبنى بغشاء رقيقٍ من الشفرات الألمنيومية, وذلك بهدف لأخفاء مجموعات الأنابيب بمنظرها الشنيع، أما إن كنتم تتساءلون عن صيانة هذه الأنابيب المغطاة، فقد تم أخذها بعين الاعتبار؛ وذلك من خلال اعتماد معدلٍ محددٍ من الشفرات الألمنيومية مع تخصيص مساحةٍ كافية خلفها تمكّن من الوصول إلى نظام الأنابيب لإجراء عمليات الصيانة.

يمكننا القول أن عملية إعادة البناء قد كانت طريقةً تجريبية لتخفض التأثير المحتمل على الجوار قدر الإمكان، والتي قد تسببها ضخامة كتلة المصنع ومظهره البليد. ولتحقيق هذه النتيجة تم الإعتماد على قواعد رياضية استخدمت بشكل عشوائي لتوجيه زوايا الشفرات وتوضعها الأفقي والعمودي.

وكنتيجةٍ لذلك مكّنت بعض الشفرات أفقية الإتجاه من عكس حركة السحب في السماء وأضواء السيارات العابرة في الطريق ليلاً, في حين إذا ما توجهت بنظرك إلى بعض الشفرات عمودية الإتجاه, تتغير صورة الحي المجاور المقسمة بفعل الشفرات مع تغير موضع الوقوف. وهكذا يكون الناتج هو تقسيم المبنى ومظهر بيئته مع المحافظة على إحساسٍ بالحضور البشري والإنساني فيه من خلال طبيعة مشهد الجوار المتغيرة للمبنى.

وأخيراً، ينطبق المبدأ نفسه على الفجوة أو “ساحة الضوء” التي تربط مساحات الراحة في الطابق الثالث والرابع, فعن طريق حشر حاجز زجاجي في الفتحات الأفقية والعمودية يتم إدخال المناظر الطبيعية إلى داخل المبنى. إذ تأخذ هذه الحواجز الزجاجية وتحول وتجلب من الخارج نوعاً من الصور الافتراضية للحياة اليومية ساحبةً إياها إلى مساحة المصنع الداخلية الملئية بالرتابة والسكون.

إقرأ ايضًا