مكتبة تستحضر بتصميمها فخر الأهالي بمدينتهم

5

إنه ليس مجرد مشروع تجديد مكتبة قديمة من سلسلة مكتبات كارنيجي الشهيرة في مدينة يوما في أريزونا، أميريكا؛ بل أكثر من ذلك بكثير، إنه مشروع تصميم مكتبة عامة تستحضر بمفهومها وشكلها المرافق العامة في المدينة والمواقع التي تعتبر من أهم مصادر الفخر والاعتزاز لسكان المنطقة؛ كنهر كولورادو وطريق غيلا وقصة روكسن بوكسن.

إذ يبدو أن قصة الأطفال الشهيرة للمؤلفة أليس مك لارن؛ والتي تحكي قصة بناء مدينة من الصناديق والحجارة والزجاج قد أوحت لاستديو Ma خطة العمل والإحساس المميز الذي على مكتبتهم أن تستحضر في نفوس كل من يراها ويستخدمها.

كخطوة بداية تم أولاً تحويل اسم المكتبة إلى مكتبة إرث مدينة يوما، ومن ثم تم العمل على ابتكار تصميم يستعيد موقع المكتبة القديمة كمقصد اجتماعي ونقطة محورية لكافة المستخدمين من مختلف الأعمار في مركز المدينة.

وهكذا تضمن نطاق العمل تجديداً واسعاً يأخذ بالحسبان موقع المكتبة في مجتمع يوما التاريخي، ويتبع مقاربةً تصميمية فعالة تهدف لرفع قيمة المبنى الموجود أصلاً.

وليس هذا وحسب؛ إذ تضمنت خطة العمل تجديدات داخلية كاملة استهدفت تحسين استراتيجية الإنارة الطبيعية ومقاومة الزلازل وتغيير مكان كافة الأنظمة الميكانيكية وأنظمة التصريف.

وهكذا بافتتاحها مجدداً كمكتبة فرعية ستؤكد مكتبة يوما على أهمية البرامج العامة وتؤمن مصادر غنية لكافة العملاء والزبائن من مختلف الفئات العمرية، كما سيحل التصميم الجديد عدداً من المشاكل الوظيفية، في الوقت الذي سيرّوج فيه لإحساس اجتماعي أقوى.

وفي التفاصيل تضمنت التحسينات الداخلية تطوير طريقة الإنارة الطبيعية عبر إقحام نوافذ جديدة، هذا عدا عن التحسينات الإنشائية التي من شأنها زيادة ثبات وقوة الكتلة ومقاومتها للهزات الأرضية، حيث يتميز تصميم المكتبة بوجود مساحة مركزية كبيرة مفتوحة، وكل ذلك طبعاً ضمن ميزانية محدودة وجدول زمني صارم؛ إذ كان على الفريق تسليم وثائق التصميم والإنشاء كاملةً خلال ثلاثة أشهر ونصف فقط.

طبعاً لم يخيب الاستديو أمل عملائه على الإطلاق؛ حيث استطاع تقديم تصميم يعكس رغبة المجتمع بمرفقٍ متطور ومعاصر يحترم الطبيعة التاريخية الخاصة للمبنى القديم، وينسج في صورته نقاط فخر محلية محوّلاً نفسه إلى عدسة يمكن من خلالها رؤية الطبيعة المتغيرة للمجتمع.

إقرأ ايضًا