في أول ظهورٍ لها في نيويورك، قامت BIG الشركة المعمارية الرائدة ومقرها كوبنهاغن، بالكشف عن مبنىً معماري هائل الحجم تشير الإحصائيات إلى أنه واحدٌ من أغرب المباني في أمريكا الشمالية، ويعزا ذلك لقمته الهرمية اللامتناسقة، التي جاءت نتيجةً للدمج الحاصل ما بين الأشكال غير المتناسقة من برج مانهاتن والمباني السكنية منخفضة الارتفاع أوروبية الطراز المنتشرة هناك.
ومن المتوقع أن يستحوذ مبنى West 57th السكني على الاهتمام في الأوساط المعمارية بمجرد الانتهاء منه، فقد استطاع فريق BIG الاستفادة المطلقة من وقوعه على طريق ويست سايد السريع وشارع 57th.
كما وسوف يشكل نقطة اتصالٍ مع الواجهة المائية وحديقة نهر هدسون، ناهيك عن قدرته على الانخراط الأمثل والنسيج العمراني المحيط، دون أن يبدو دخيلاً على المباني المجاورة أو يحجب عنها الإطلالة، وأخيراً وليس آخراً سوف يقوم مبنى West 57th بالتخفيف من الضجة المرورية.
أما الساحات الخضراء المورقة التي تظهر بكثرة داخل المبنى السكني، فإن من شأنها المساعدة في تحقيق التوازن للواجهة المائلة، التي تشهد انحداراً كبيراً يبلغ أوجه في القمة ليصل حتى 450 قدماً.
في المقابل فإن شكل المبنى يتغير حسب مكان تواجد الرائي، ففي حال قدومه من طريق ويست هايد السريع سوف يظهر المبنى بهيئة هرم، أما عند مشاهدته من شارع West 58th يبدو West 57th وكأنه قمة زجاجية مستدقة تزاحم أبنية نيويورك.
وفي تفاصيل التصميم، حاول فريق BIG إبقاء زوايا المبنى منخفضة ما أمكن، في الوقت الذي ترتفع فيه الجهة الشمالية الغربية، بينما تعمّد أن تكون الساحة الداخلية مفتوحة على نهر هدسون، على أمل أن تصل الشمس إلى قلب المبنى.
فعلى الرغم من أن هذه الساحة تعتبر مساحةً خاصة بالسكان، إلا أنها مرئية من الخارج مشكلةً بذلك اتصالاً بصرياً مع المساحات الخضراء في حديقة نهر هدسون، في الوقت الذي يمهد فيه انحدار المبنى لاتصالٍ حقيقي بين الكتل منخفضة الارتفاع في الجنوب والأبراج السكنية المرتفعة في الشمال والغرب من الموقع.
أما البقعة الأكثر إشراقاً في التصميم، فهي سقف المبنى ذو الأسطح المثقبة بالعديد من التراسات المتجهة نحو الجنوب، وعلى نقيض المبنى المفتوح يظهر هذا السقف مغلقاً بالكامل، حيث تحظى الوحدات السكنية بنوافذ مزودة بمصاطب، للاستفادة المطلقة من الإطلالة الساحرة على نهر هدسون، لتسمح شرفات المبنى بدورها بالتفاعل ما بين السكان والمارين.