“مقهى بحيرة مالطا” يتوسط شجرها ومياهها

7

على أرض البحيرة الصناعية الأروع في وسط مدينة بوزنان البولندية، قدمت شركة ألترا آركيتكتس البولندية مشروع “مقهى بحيرة مالطا” الممتد على مساحة 300 متر مربع، بهدف تحويل مالطا إلى عقدة نشاطٍ كبيرةٍ دائمة التحرك والفعالية.

ولأن هذه البحيرة تستضيف أساساً العديد من مسابقات التجذيف العالمية، أصبح هذا المكان نقطةً محببةً بالنسبة إلى السكان المحليين للمدينة. هذا عدا عن توفيره مكاناً للناس ليمشوا أو يهرولوا أو يركبوا الدراجات على الطرقات المحيطة بالبحيرة هناك.

يستقر المشروع الجديد على قطعة شريط ضيق من الأرض بين مجموعة من الأشجار والمسطحات المائية. حيث تشبه تضاريسه سرجاً يمكن أن يعبره المرء إلى أحد الطرقات المحيطة بالبحيرة.

وفي أثناء العمل على المشروع، لم تنسَ الشركة المصممة المثل البولندي القائل “لا يمكن إعادة غرس الأشجار القديمة”، حيث أرادت أن تعيد إصلاح العناصر الهامة في هذه المنطقة. ولكن على الرغم من أن البرنامج الوظيفي يمكن أن يملأ الأرض كاملة، إلا أن الشركة المصممة أرادت أن تصممها بطريقةٍ لا تسمح بتدمير الطريق المذكور في الأعلى ولا حتى الأشجار.

وهكذا تم خلق مبنى بوظيفة جسرٍ يدعى “الجسر الأخضر” بسبب نمو العشب على سطحه. إذ يمتد طريقٌ على الجانب الجنوبي من السقف الأخضر، في حين يكون جانبه الشمالي مكاناً يمكن أن يتوقف عنده الزوار للتمتع بمناظر المشهد الطبيعي.

يمتد هذا “الجسر” على تراس مقسوم إلى ثلاث نطاقات، وهي: التراس الجنوبي ذو الطريق المؤدي إلى المقهى والبركة الصغيرة، والجزء الأوسط تحت “الجسر” الذي يعتبر فعلياً المبنى الرئيسي المحتوي على المقهى، والتراس الشمالي مع منظرٍ مطلٍّ على مسارات الزوارق.

أما الجزء التقني من المبنى (المطبخ ودورات المياه) فهو مخبأ أسفل الجزء الشرقي من الجسر. وبما أن مالطا هي مكان ترفيهي، فإن منصة السباحة تعد أحد أهم وأضخم عوامل الجذب فيها. لهذا السبب ظهر عنصرٌ إضافيٌّ على المشروع متجسداً في مدرَّجٍ يتسع لـ250 متفرج مقابل الماء.

هذا عدا عن تواجد بعض الحلول التقنية المصممة خصيصاً لصالح المبنى؛ فعلى سبيل المثال، لا تحتوي المسطحات العشبية من واجهات المقهى أية تقسيمات أو قطع فاصلة. وبأخذ ارتفاعه بعين الاعتبار (نظراً لوقوع المبنى في منطقةٍ شديدة الرياح)، تم تصميم التزجيج في صيغةٍ مطويةٍ، بحيث تعمل الشرائح العشبية المفردة على حجب بعضها البعض، لتؤلِّف كتلةً ثابتةً وشديدة المقاومة. كما تم صنع تركيب المبنى من الإسمنت المسبق الضغط، لتكون المسافة بين كل ركيزة وأخرى حوالي 18 متر.

بالنسبة إلى تهوية المبنى، تم اختيار نظامٍ يعتمد على معدات التكييف التي تساهم في تقليل انبعاث الضجيج. حيث تمت تخبئة هذا النظام في السقف في غلافٍ شبيهٍ بشراع غواصة. بينما تمت تغطية الواجهة الأمامية بصفائح معدنية متشكلة بأحجام وأشكال مختلفة من أجل الحصول على طابع الخاصية الفراغية، باستخدام أثرٍ للتداخل شبيهٍ بالأثر الذي تتركه أجنحة الفراشات.

ومن أجل المزيد من التناسق، تأتي الواجهات بدرجاتٍ لونيةٍ متطابقةٍ بصرياً مع ألوان مسارات سباقات الزوارق، فيصبح الطابع العام للمشروع متآلفاً وحيوياً وطبيعياً في مختلف أركانه.

إقرأ ايضًا