على اعتبار المكتبة قلب جامعة Chungwoon في كوريا، جاء تصميم معماريي Hyun joon Yoo بالتعاون مع شركة DANU بمبنى استثنائي يطل من جهة الجنوب على الجبال، ليتمتع بمستوياتٍ مختلفةٍ من الإضاءة الطبيعية والهواء المنعش والمناظر الطبيعية الخلابة التي تساعد على خلق بيئةٍ تحث الطلاب على القراءة والبحث.
وبتحويل المصممين لعقبة الموقع المنحدر إلى خاصية مميزة، تم دمج هذا المحيط الكبير المنحدر بانسيابيةٍ عاليةٍ مع البيئة المبنية الجديدة من خلال إنشاء مجموعةٍ من التراسات المدرجة.
وعن رأي المصممين بالموقع نشير هنا إلى أنهم وعند اطلاعهم عليه لأول مرة لاحظوا أنه يقع عند تلةٍ بين تقاطع طرق مواصلات في جهة الجنوب وغابة صنوبر في جهة الشمال، حيث يطل انحدار الموقع على جهة الجنوب بمنظر خلابٍ للجبال من بعيد. وبناءً عليه وزع المصممون برامج البناء الداخلية بحيث تتوضع مباني صفوف الدراسة على الجهة الغربية بإطلالةٍ على الطريق، في حين يطل على الجهة الشمالية وغابة الصنوبر مبنيان يحتضنا سكن الطلاب ومباني صفوف دراسية أخرى. إلا أن التحدي الأكبر الذي طرحه موقع المشروع تمثّل في إيجاد بيئةٍ محببة لمنطقة المكتبة بالاستفادة من الموقع المنحدر.
يعتبر معماريو Hyun joon Yoo و DANUأن الجامعة هي مكان للدارسة والبحث الذاتي، وفي ضوء ذلك، تم تصميم المكتبة على الشكل التالي:
“بدأنا تصميم المبنى ابتداءً من المكتبة، التي تعتبر البرنامج الأهم من بين جميع البرامج المعطاة، وبما أن الموقع يواجه جهة الجنوب بإطلالةٍ استثنائيةٍ على الجبال من بعيد، عرّفنا أسلوب الحياة الأمثل في المكتبة بإمكانية القراءة بجانب نافذةٍ تطل على منظرٍ طبيعيٍّ، وبنسائم طبيعية من الهواء المنعش وأشعة الشمس تغمر المكان من وقتٍ لآخر بقدومها من التراس الموجود أمام غرفة القراءة. لذا ابتكرنا كتلة تراسات مدرجة، ووضعنا منطقة القراءة جانب النافذة لتطل على منظر الجبال، في حين تم تخصيص منطقة تجميع الكتب في مؤخرة المكتبة، لتحفظ الكتب من وصول أشعة الشمس وتحافظ عليها في منطقةٍ مظللة.”
وبما أنه توجب على المعماريين تصميم كتلةٍ للمكاتب وأخرى للمكتبة، كان خلق مبنى متجانس تحدياً كبيراً بالنسبة لهم، لذا اعتبروا المكتبة نقطة البدء الأساسية في التصميم، لتكون عبارة عن مكانٍ مميزٍ بحديقة تراس، وهذا ما مثّل الخطوة الأولى في العملية كلها.
أما عن الخطوة الثانية فقد تمثلت في إيجاد مكانٍ ملائمٍ لكتلة مبنى المكاتب الضخم وقاعة المحاضرات فيه ومخزن الكتب. وبناءً على صغر الحجم المتوفر وطبيعة الموقع تم وضع جميع هذه البرامج تماماً فوق المكتبة، إلا أن توضع مخزن الكتب والمكاتب فوق المكتبة قد خلق مشكلةٍ كبيرةً تجسدت في حجب الإضاءة الطبيعية والهواء عن المكتبة نفسها، وهكذا توصّل المعماريون للحل من خلال قسم الكتلة وخلق فجوةٍ فيها تسمح بالضوء والرياح بالتغلغل في الكتلة، ليكون الناتج ما ترونه في الصور أعزائي القراء، وما قد يعتبره البعض تحفةً فنيةً بكل ما للكلمة من معنى.