حمامة السلام ترقد في الصين

6

في بلدٍ طغت فيه البوذية على كافة الأديان استطاعت الأوساط المسيحية أن تفرض وجودها بقوة في الصين، إذ يوجد حالياً نحو عشرة ملايين مسيحي وحوالي اثنتا عشر ألف كنيسة، وتعتبر كنيسة حمامة السلام في مقاطعة أوردوس من تصميم فريق Sunlay المعماري إحدى أهم الأمثلة على توجه الكنيسة لرفد بلاد الصين بمزيدٍ من دور العبادة لرعاياها، حيث ترقد هذه الكنيسة بكل سلامٍ على إحدى التلال في مدينة أوردوس بوحيٍ من أشكال طيور الحمام.

اختار فريق العمل تخطيط الكنيسة على شكل مساحةٍ خضراء مفتوحة للمدينة بوحيٍ من طبوغرافية الأرض، كما وأضفت الأراضي المحيطة تفاوتاً ملحوظاً في العمق والألوان، الأمر الذي ساهم في خلق خلفية غنية متغيرة باستمرار من النهار وحتى آخر الليل، وقد جاءت هذه الخلفية من الأراضي الطبيعية والصخور المجوفة لتؤطر المشهد على نحوٍ يتناسب ومدينة مثل أوردوس في منغوليا الداخلية.

أما لقب “حمامة السلام” فقد فرض وجوده على عمارة الكنيسة من خلال إعادة تفسير الصورة المجردة والمعاصرة لطائرٍ يحمل غصن زيتونٍ في منقاره، وفي سبيل ذلك تم تشطيب واجهات الكتلة الإسمنية بالجص الأبيض، كما جاء شكل الكتلة الديناميكي ليحاكي إلى حدٍ كبير الطريق المجاور الذي يعبر الموقع.

وأخيراً نجح فريق Sunlay بتعزيز الحوار بين الداخل والخارج واللعب على عناصر الظل والضوء من خلال إقحام بعض الفتحات في الجدران الخارجية، مما ساهم بإضفاء شيءٍ من التعقيد والعمق على المساحة، كما وحاول ما أمكن أن تعكس عناصر التصميم الانسجام والهدوء الذي يرافق أجواء الصلاة والاحتفالات الدينية عادةً، وخير مثال بركة المياه عند نهاية التراس.

إقرأ ايضًا