مركز اجتماعي جديد لبلدة ريفية بكاليفورنيا بعد طول انتظار

7

بعد أكثر من عشر سنوات، أثمرت مطالبات أهالي بلدة يوونتفيل في كاليفورنيا خيراً، وهي البلدة الريفية في مقاطعة نابا، حيث لطالما اعتمدت هذه البلدة على قاعة اجتماعية صغيرة تعود لفترة العشرينيات إلى جانب خليطٍ من المساحات المستأجرة لاستضافة أحداث المجتمع، ولكن القاعة كانت في حاجة ماسة إلى التجديد، إذ أنها غير مجهزة البتة لدعم الفصول الفنية، كما وتفتقر إلى أماكن الترفيه في الهواء الطلق، وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدة لا تحتوي أية مكتبة على الإطلاق.

ففي عام 1998، وبعد مسحٍ لاحتياجات السكان، شرعت البلدية في عملية التخطيط لتوسيع نطاق وسط المدينة في قلب يوونتفيل، وكانت النتيجة أن طالب الجميع بوجودٍ مركزٍ للبلدة، وبالفعل استجابت البلدية لهذا المطلب وقامت بتكليف فريقSiegel + Strain المعماري لتصميم مركزٍ لبلدة يوونتفيل قادر على دمج المباني الجديدة والقائمة بالإضافة إلى مجموعة غرفٍ خارجية في مكانٍ واحد، والهدف أولاً وأخيراً إثراء الحياة الاجتماعية.

وفي سبيل ذلك تم اختيار 2,5 فدان من الأراضي الواقعة على شارع يوونتفيل الرئيس، لتشغل المركز الجديد على مساحة عشرة آلاف قدم مربع، بالإضافة إلى تجديد القاعة القديمة على مساحة 4800 قدم، ناهيك عن إقحام محطة فرعية خاصة بعمدة البلدة تابعة لمكتب البريد المجاور، كما ومن المقرر أن يضم المركز مكتبة فرعية وغرفة متعددة الأغراض، ومركز خاص للمراهقين، والعديد من أماكن الاجتماعات، وأخيراً فقد تم التركيز على أن يكون المركز مفتوحاً على ساحة البلدة الجديدة تحيط بها القاعة القائمة ومكتب البريد.

حيث كانت النية دمج الأجزاء الخارجية من المبنى مع الطابع الريفي للبلدة على نقيض المساحات الداخلية المضاءة ذات التهوية الطبيعية، فعلى سبيل المثال تسترعينا الغرفة الكبيرة متعددة الأغراض، بطول80 قدم وعرض 50 قدم، والمغمورة بضوء النهار بفضل الملقف الممتد على طول السقف، حيث تنساب أشعة الشمس عبره على جدران الغرفة المائلة غامرةً إياها بالضياء.

وتبرز هنا التركيبة الفريدة من الدعامات الخشبية، التي تم اقتطاعها من أخشاب التنوب، والكابلات، كمحركٍ أساسي للتصميم، فقد سمحت هذه التركيبة لنظام التسقيف أن يظهر بحدوده الدنيا في الغرفة دونما أن يحجب ضوء النهار من فوق، وما زلنا في الإضاءة، حيث تبرز شرفة كبيرة مغطاة بخشب الأرز الاحمر على الجانبين من ساحة البلدة، وتتميز هذه الشرفة عدا عن قيامها بربط القاعة والمركز، بتوفير الظل في فصل الصيف، في الوقت الذي تقوم فيه الأبواب الشبيهة بأبواب المزارع بجعل الغرفة متعددة الاستخدامات تمتد نحو الفناء المجاور الخاص بحفلات الشواء.

أما وفي سبيل الحصول على ثقة LEED من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة وتحقيق توفير في استهلاك الطاقة بنسبة 44 %، كان على فريق Siegel + Strain أن يدمج مجموعة من المزايا الخضراء… من الممرات ومسارات الدراجات التي تقوم بربط المركز إلى الأحياء المجاورة وأنشطة الشارع الرئيس، إلى المظلات الخارجية، وصولاً إلى كسوة البناء المعزولة للغاية، والأسقف المعدنية الأنيقة.

كما وقام بدمج الأنظمة الميكانيكية الموفرة للطاقة مع مضخات الحرارة الجوفية لتأمين مصدرٍ أمين للتدفئة والتبريد، وذلك بالاستفادة من المناخ المعتدل الذي توفره النوافذ والملاقف المفتوحة، حيث تقوم هذه الملاقف القابلة للفتح والإغلاق بالتحكم بانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وأجهزة الاستشعار بالمطر، بينما تقوم النوافذ بدورها بتوفير التهوية والإضاءة الطبيعية المتوازنة.

أما عن وجود الصفائح الضوئية على السقف فيُعتبر النقطة الأكثر إشراقاً في التصميم، حيث بمقدور هذه الصفائح تأمين الطاقة للمبنى والمحافظة على المياه الصحية، ناهيك عن جمع مياه الأمطار والري بالتنقيط والري السطحي لخفض استخدام المياه، كما وتمت الاستفادة من موقف السيارات الموجود على منحدر طبيعي في جمع مياه المطر في خزان تحت الأرض، وعموماً فإن تصميم الموقع يسمح بخفض الجريان السطحي لمياه المطر بنسبة 40%.

وأخيراً فقد تم اختيار مواد البناء للتقليل من الآثار المترتبة على دورة الحياة ولتوفير الإضاءة والتهوية للمساحات الداخلية الخالية من الفورمالديهايد والمركبات العضوية المتطايرة، كما وتم رفدها بألواحٍ إسمنتية وأسقفٍ معدنية قابلة للتدوير من جديد، في الوقت الذي تم اقتطاع أشجار الأرز الأحمر التي نراها تكسو المبنى بالإضافة إلى أشجار الأرز الصفراء لتنفيذ الحواجز الشمسية والمداخل من الغابات المحيطة بالمنطقة، وينطبق الأمر ذاته على الأسقف الخشبية المضلعة، التي تم إنشاؤها باستخدام أشجار الصنوبر البيضاء، فقد تم اقتطاعها محلياً، تماماً كأرضية القاعة الخشبية المصنوعة من أشجار البلوط.

أخيراً تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن 75% من الأشجار قد خضعت للرقابة المسبقة من قبل مجلس مراقبة الغابات.

إقرأ ايضًا