ما رأيك بالعيش في عالم رقمي؟

6

قد تبدو الفكرة غريبة نوعاً ما، ولكنها ليست بمستحيلة، فقد تم تكليف فريق Cloud 9 بتصميم مبنى يدعى ميديا آي سي تي في مدينة 22@، وهي عبارة عن مدينة تجريبية وسط برشلونة رقمية بالكامل، تشكل جزءاً من شبكة Districlima، أكبر شبكة عمرانية في إسبانيا.

فلطالما كان إنريك رويز جيلي؛ مدير Cloud 9 مهتماً بهذا النموذج الرقمي من المدن، والذي يتخذ من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قاعدة أساسية، فكل ما يهم في هذه المدينة هو معرفة القيمة المضافة وبراءات الاختراع، لذا فإن أي عمل معماري طارئ يجب أن يكون متزامناً مع قيم المدينة.

ويتألف مبنى ميديا آي سي تي من مكعب تبلغ أبعاده 44م×44م، بنما يبلغ ارتفاعه 37,82م، ويمتد على مساحة 3,572,45 م2، يشغل القبو فيها المنطقة كلها، في حين يشغل الطابق الأرضي نسبة 54,20% فقط.

بشكلٍ إجمالي، يتألف المبنى من مساحة 16 ألف م2 فوق الأرض وطابقين تحت الأرض بمساحة 7100 م2 معدة لركن أكثر من 200 سيارة؛ بحيث يتم تأجير الطوابق العلوية (من الرابع إلى الثامن) للشركات الكبيرة، بينما يشغل الطابق الثاني والثالث مساحات صغيرة معدة للشركات الناشئة، كما ويكشف الطابق الأول -بغض النظر عن بعض الشركات- منطقة عامة وقاعة محاضرات تقدم دورات مفتوحة لجميع سكان المدينة.

ومن الملفت حيال هذا المبنى عدم وجود ركائز في الطابق الأرضي، وبذلك تبلغ أبعاد المساحة العامة في هذا الطابق 36×40م من المساحة الحرة، وهي عبارة عن ردهة تستضيف المعارض وورش العمل والأحداث، كما وتم البناء من الأعلى بحيث ينحدر المبنى إلى الأسفل ليصبح شفافاً سائلاً -إن صح التعبير- عند القاعدة، لذا فأثره في الشارع محدود.

خلافاً لمعظم هذه المباني، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، تم تصميم ميديا آي سي تي، ليكون مولداً للطاقة، فعلى سبيل المثال تخدم الواجهة المصنوعة من مادة ETFE العازلة بمثابة حاجز واقي من الشمس، ويتألف هذا الحاجز من عدة وسائد يمكن أن تُفتح في فصل الشتاء للحصول على الطاقة الشمسية، وأن تُغلق في الصيف للحماية والتظليل.

أما في الواجهة الجنوبية الغربية، فقد تم تضمين النيتروجين في الوسائد، مما ساهم في تعتيم الواجهة عن طريق زيادة الجزيئات، الأمر الذي وفر الحماية اللازمة للمستخدمين، وأخيراً وليس آخراً تم تجهيز المبنى بأجهزة استشعار حرارية، تقوم بجمع المعلومات الخارجية لضبط الأوضاع الداخلية، وكنتيجة انخفضت نسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون حوالي 10%.

وهكذا ساهمت مادة ETFE العازلة بخفض نسبة الانبعاث حوالي 55%، بينما ساهمت مجموعة الخلايا الضوئية في السقف بخفض النسبة 10%، لتنخفض عن معدلها حوالي 20% عبر استخدام الطاقة النظيفة في تشغيل أجهزة التكييف، ويصبح مجموع النسب 92%، وبذلك يمكننا القول بأن ميديا سيتي هو أول مبنى في مدينة 22@ خال تقريباً من الانبعاثات الكربونية.

إقرأ ايضًا