إنها نجمة الاستعراض المعمارية التي سطعت مؤخراً… حاويات الشحن، حيث لم يبقَ مكانٌ لم تستقر فيه؛ فمن البيوت، إلى المعارض والمكتبات والمرافق الصحية، هاهي اليوم تأتي على هيئة مطعم سوشي بطول عشرين قدم في منطقة أوستن بولاية تكساس الأمريكية، حيث قام استديو designSTUDIOmodern بالتعاون مع المصميم مارك ماير بتصميم عربة تقديم الطعام هذه تحت اسم صندوق السوشي أو SushiBox على إثر افتتاح مقهى بيئي آخر لهم في المنطقة نفسها تحت اسم La Boite الفرنسي للمخبوزات، الواقع في جنوب أوستن والذي تميز بأسلوبه العضوي أيضاً.
أما عن الراعي الرسمي لهذه الأحداث فهي منظمة شبكة استعادة الخليج، التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها تقديم تسهيلات لكل الراغبين بالمحافظة على البيئة ومصادرها الطبيعية في منطقة خليج المكسيك.
وعن هذا العمل صرّح المصممون بأنه قابل للنقل لأي مكانٍ آخر، مع أنه من المرجح أن يحافظ على موقعه المتميز في قلب المدينة، حيث يمكن للزبائن أن يأخذوا طعامهم ويتناولوه حيث يشاؤون، أو بإمكانهم ببساطة التمتع بوجبتهم الغنية بالأحماض الدهنية والأوميغا 3 في فسحة الجلوس الخارجية التي تم بناؤها حول حاوية الشحن أو المطعم.
وعن تركيبة المطعم فهو كما ذكرنا آنفاً، مصنوعٌ من حاوية شحن بطول عشرين قدم، يتم فتحها من ثلاث جهات تتأرجح للأعلى بفضل ألسنةٍ مقطوعة بتقنية ووترجت لتمثل مفصلاتٍ لنوابض غاز تقوم بدفع الأبواب المتأرجحة لحالتها الأفقية، خالقةً مظلاتٍ ومناطق مغلقة مخصصة لشيف السوشي وطاولة طلب الوجبات.
هنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه قد تم عزل حاوية الشحن هذه برذاذ عزل رغوي ذي أساسٍ حيوي، كما تم تزويدها بنظامٍ لجمع مياه المطر، ليؤكد التصميم بذلك على استدامته وصداقته للبيئة، لتأتي أخيراً المساحات الداخلية بأسطحٍ سهلة التنظيف مطليةً باللون بالأحمر، في حين تتفرد حاوية الشحن بلونها الأبيض من الخارج مزودةً ببابٍ إضافي تم تركيبه خصيصاً للشيف.
أخيراً، أين تكمن أهمية الموضوع؟
كما هو متعارفٌ عليه، يتطلب إنشاء الأبنية الكثير من المواد الجديدة التي تمر بمراحل تصنيع ونقل عديدة حتى تصل إلى موقع البناء، الأمر الذي يتطلب كماً هائلاً من الطاقة ويتسبب بالتالي بإطلاق غازاتٍ ضارة بالبيئة، ولكن عن طريق إعادة تدوير حاويات شحن موجودة مسبقاً يمكن توفير كل هذه الطاقة والمواد التي كان من الضروري هدرها لخلق كتلةٍ محددة.