“تحفة” أم متحف الفن المعاصر في كليفلاند؟

8

أعلنت اليوم لجنة التخطيط في كليفلاند بأميركا عن استحسانها وتقديرها لتصميم موطنٍ جديدٍ لمتحف الفن المعاصر بكلفةٍ تقدر بـ 26,3 مليون دولار أميريكي وبتوقيع شركة Foreign Office Architects. وقد تم تصميم المتحف الذي يشغل مساحة 34,000 قدمٍ مربعةٍ بواجهةٍ غامقةٍ منحوتةٍ تبدو بشكلها المائل وكأنما تم سحبها لإحدى الاتجاهات في منطقة University Circle قرب جامعة Case Western Reserve University.

فبعد أن ناهز المتحف عمر الأربعين عام، سيحصل أخيراً على شارعٍ يطل عليه لأول مرة. ومن الجدير بالذكر أن المشروع برمته هو أول عملٍ لشركة FOA في مشروع متحفٍ، بل والأول في الولايات المتحدة الأمريكية.

يتميز التصميم بطابعٍ أليفٍ، إذ رغم تصميمه الحميم الذي يجمع المساحات مع بعضها في إطارٍ واحد، سيزيد هذا البناء من مساحة المتحف بنسبة 40 بالمئة.

حيث يرتفع المبنى فوق قاعدةٍ مسدسة الشكل على الأرضية لينتهي عند السقف بشكلٍ مربع، وله ستة واجهاتٍ بعضها مائل والبعض الآخر مستوٍ، مما يخلق حضوراً رقيقاً وكأن المبنى برمته منحوتةٌ غامقةٌ وسط الساحة.

فيما يتعلق بشكله الخارجي، تجتمع على الواجهة الخارجية كسوة من الزجاج والمرايا وبعض الأسطح المكسوة بالستالستيل. وهكذا سيبدو البناء خلال النهار ككتلةٍ مصمتةٍ سوداء غامقة ويُفعم ليلاً بالحيوية بالأضواء الداخلية التي تشف عنها الكسوة الزجاجية.

تقابل الساحة العامة ثلاثة واجهاتٍ إحداها شفافة بالكامل، لتتفاعل مع نشاطات الساحة التي تشغلها بشكلٍ دائمٍ الكثير من النشاطات. ويعلق Jill Snyder المدير التنفيذي لمتحف الفن المعاصر قائلاً: نحن جزءٌ من المنطقة النامية التي تدعى “مركز المدينة” أو Uptown والتي طورها مطورٌ خاص بالتعاون مع الجامعة.

فيما يخص تصميم الحدائق والمناطق العامة في المنطقة ومن ضمنها الساحة العامة فتعمل شركة Field Operations على ذلك، حيث سيكون التصميم جاهزاً لإعادة النظر فيه مع نهاية آب.

وبالنظر الآن إلى تصميمه الداخلي ينتصب بيت درجٍ هائلٍ داخل ردهة المبنى ليضم سلّماً مفتوحاً وآخر مغلقاً تماماً مخصص لحالات الحريق، حيث يجذب بيت الدرج هذا الأنظار إلى طوابق المبنى الأربعة التي تضم مساحةً مخصصة للمناسبات بارتفاعٍ مضاعف، ومقهىً ومتجر ومرافق تعليمية وأخرى للموظفين، دوناً عن صالات العرض.

هنا يذكر Farshid Moussavi رئيس شركة FOA: أعتقد بأن أفضل ما يُناسب المتحف، وخاصةً تلك المتاحف غير المختصة بالجمع، أنها تبدو أفضل كأبنيةٍ فارغة. لذا أردنا دمج المساحات الاجتماعية ومناطق الإدارة كطريقةٍ لنكسر رتابة الأبنية الكامدة. لقد أردنا حقاً أن نُحيي القسم.

يضم الطابق العلوي ردهةً بإطلالاتٍ رائعة وغرفةً لعرض الأفلام والفيديوهات الفنية. والأهم هو صالة العرض الكبرى في الطابق العلوي في القمة على مساحة 6000 قدم مربعة، والتي تحتفي بأجمل ما يميزها وهو كونها صالة خالية من الأعمدة يغطيها سقفٌ خفيف الوزن وتقسمها بعض الجدران المتحركة، وعلى ذلك يعلق Moussavi:

عملنا على تطوير نظامٍ شكل مجموعةً من الدعامات والكابلات لترفع السقف وتحرر الطابق العلوي من الأعمدة. فالصالة ستكون حقاً من أهم تفاصيل المشروع وأجمل أجزاء المتحف.

المتحف بحق تحفة معمارية جذابة وملفتة للنظر ومن المتوقع افتتاحه هذا الخريف مسجلاً أحد أهم أحداث الافتتاحات في عالم الفن والعمارة كذلك.

إقرأ ايضًا