انسيابية وتعقيد في آنٍ واحد

7

قد تشهد ميامي واحداً من أكثر التصاميم جرأةً منذ عهودٍ طوال، فعلى الرغم من تعقيده ظاهرياً إلا أن مركز الحرم الجامعي في الحقيقة من تصميم معماريي Oppenheim وعلى مساحةٍ بالغة 2,500,000 قدم تربيعي غاية في التنظيم والسلاسة.

إذ يظهر المركز الحاصل على شهادة LEED للعيان على شكل مدخلٍ مؤلف من قاعدة وجزءٍ علوي مدعوم ببرجين، الأمر الذي يسمح بوجود العديد من الأماكن العامة الخارجية في الأعلى وفي الأسفل، ويأتي ذلك بالتزامن مع خطة المشروع الذي يعتبر بمثابة محفزٍ كبير لتعزيز تجربة التواجد في الحرم الجامعي وتنشيط جامعة Miami Dade Community نفسها بل وتنشيط المنطقة المحيطة بأسرها.

ولكن ذلك لم يلغي على الإطلاق علاقة الاحترام المتبادلة التي تربط المركز والأراضي المحيطة، بل العكس تم رفد المركز بالعديد من الساحات والباحات والأروقة، وقد استطاعت هذه الإضافات ضخ الحياة في المنطقة بغض النظر عن شكل المركز نفسه الذي يشرح لنا في كل مرة قصةً جديدة عن الانفتاح والنشاط.

تظهر كتلة المركز على شكل مربعٍ منبثق تم تقويسه عن عمد لتعزيز الانفتاح الذي كنا نتحدث عنه، فضلاً عن فسح المجال برؤية ميامي من خلال المركز والفضل لشكله المقوس، من جهةٍ أخرى وبالانتقال للحديث عن وظيفة المبنى يمكننا القول بأنه مبنىً متعدد الاستخدامات يضم مركزاً على مساحة 250,000 قدم تربيعي بالإضافة إلى اثنين من المباني التجارية مواجهة للشارع على مساحة 146,400 قدم تربيعي ومطوقة لقاعدة المبنى بأكمله.

وليس هذا كل شيء، إذ يضم المبنى المقوس على مساحة 41,000 قدم تربيعي حرماً جامعياً مفتوحاً يدعى “مربع الفنون أو Arts Quad” في الطابق الثالث، والذي يلعب دوراً هاماً في توزيع بقية أجزاء الجامعة المختلفة، كما ويضم المشروع مساحةً مكتبية بمساحة 250,100 قدم وأخرى للاجتماعات بمساحة 60,000 قدم.

وعلاوةً على ذلك يضم مركز الحرم الجامعي مركزاً رياضياً بمساحة 40,000 قدم ومساحةً سكنية تمتد حتى 798,551 قدم واستوديو صغير لا يتعدى 1,142، بالإضافة إلى فندقٍ متوسط الحجم ومخدم بالكامل على مساحة 268,400 قدم يستوعب حتى 300 شخص.

وأخيراً وليس آخراً، تم تخصيص الطابق تحت الأرضي ليشغل المرآب لكي لا يتعارض ووظائف الطوابق الأخرى، حيث يستقبل هذا المرآب قرابة 1,700 سيارة يومياً على مساحة 428,289 تضم فيما تضم منطقة الشحن والخدمة.

من جهةٍ أخرى فقد ركز معماريو Oppenheim على تعزيز النشاط في حرم “مربع الفنون” بجعل الوصول إلى مداخل المشاة سهلاً للغاية قدوماً من ردهات الطابق الأرضي والسلالم البارزة والسلالم المتحركة المجاورة، حيث تقود جميعها إلى ساحةٍ مركزية استطاعت هي الأخرى أن تحيك النسيج العمراني مع نسيج الحرم الجامعي لتشكل بذلك مساحةً عامة ديناميكية ذات بعد إنساني.

أما وبغرض الحفاظ على أجواء الشارع الحيوية، فقد تم رفد المركز في الطابق الأرضي منه بمكتبة ومطعم يدعى بيت البلوز، إلى جانب مسرحٍ يحمل نفس الاسم وغيرها من متاجر بيع التجزئة، التي استطاعت مجتمعة أن تضمن استمرارية سلسلة المحلات التجارية الموجودة في الشارع بدعمٍ من منطقة الشحن والخدمة في الطابق تحت الأرضي الذي يتخذ على عاتقه استيعاب كافة عمليات المبيع المصحوبة بالضجيج والروائح الكريهة.

وقبل الختام لابد لنا من الإشارة إلى أن فريق العمل استطاع أن يستفيد من مناخ ميامي في خلق حرمٍ جامعي مفتوحٍ بالكامل تزينه العديد من الأروقة والساحات العامة، فضلاً عن إقحام المواد والممارسات المستدامة بما في ذلك نظام الصب الفولاذي والكسوة المعدنية من الفولاذ إلى جانب نظام النوافذ الجدارية من الزجاج والألمنيوم… وبالطبع الألواح الشمسية المثبتة في السقف وتوربينات الرياح ذات الشفرات العمودية.

إقرأ ايضًا