قصة أماندا ليفيت مع المياه

6

وكأن شغف أماندا ليفيت لم يقف حد أسطح الكوريان، إذ يحكى بأن للمعمارية البريطانية قصة أخرى مع المياه، فقد قامت مؤسسة إي دي بي بتكليف ليفيت لتصميم مركزٍ ثقافي جديد في لشبونة على ضفاف نهر تاجة، وبذلك سوف يكون بمقدور أهالي العاصمة البرتغالية زيارة هذه المنطقة من جديد بعد أن كانت مهملة يوماً ما، وليس ذلك كل شيء، فقد نجحت عاشقة المياه في جعل سقف المركز يلتف حول مسار النهر فاسحةً المجال أمام الزوار بالتنزه حول المبنى وفوقه أيضاً.

وبذلك لن يتكلف زوار المركز عناء المشي الطويل، إذ يبعد مركز إي دي بي بضعة خطوات فقط عن ضفة النهر، فالنية كانت منذ البداية تحويل أنظار أهالي لشبونة إلى نهر تاجة مرة أخرى، وبالأخص شريحة المثقفين، بكلماتٍ أخرى أرادت ليفيت دمج المساحة الطبيعية في تصميم المركز، حتى يشعر الزوار بأنهم في الخارج بينما هم في الواقع داخل المركز.

وفي سبيل ذلك قامت بخط شكلٍ عضوي غاية في البساطة ينساب كما مياه تاجة، حتى تظن بأنك لم تغادر الضفة، حيث يتحدر مبنى المركز وصولاً إلى حافة النهر، فعندما يرتفع الموج يغمر برقته درجات المبنى، وهنا سوف يكون بمقدور الزوار الاستمتاع بانعكاس المياه على عمارة المبنى.

فبعد أن تضرب أشعة الشمس القادمة من الجنوب طبقة المياه نراها تعكس أضواءً غاية في السحر على واجهة إي دي بي المتدلية، حتى يستمر تأثير هذا الانعكاس وصولاً إلى المساحات الداخلية، فقد نجم عن بروز المبنى على حافة النهر، مساحة مظللة معدة لاستقبال الزوار ممن يرغب بمشاهدة نهر تاجة عن قرب.

عدا عن تلك المساحة حول المركز، قامت ليفيت باستغلال السقف لتوفير أقصى إطلالة على النهر وعلى أبرشية أجودا، فعلى الرغم من ارتفاعه المتواضع مقارنةً بمتحف الكهرباء بجواره، إلا أن مركز إي دي بي سوف يتيح لمن يرغب مشاهدة النهر بشكلٍ أفقي دون أن يعيق ذلك الأهالي في وسط لشبونة -على سبيل المثال- من مشاهدة النهر.

ويسترعينا أخيراً عند مغادرة المركز قيام ليفيت بإكساء المركز بطبقة من الحصى في إشارةٍ إلى عمارة لشبونة، حيث تمتاز العاصمة البرتغالية بطرقاتها القديمة المرصوفة بالحصى، ولكن يبدو أن عاشقة المياه قد نجحت اليوم بقيادة تلك الطرقات الحجرية إلى مساحاتٍ عامة أكثر عصرية تماماً بمحاذاة نهر تاجة.

إقرأ ايضًا