المباني الشاهقة ليست فقط للأغنياء

8

حان الوقت لإعادة تحديد الفجوة التي نشأت بين الفئتين الاجتماعية الوحيدتين في الهند من وجهة نظر القائمين على مسابقة تصميم ناطحة سحاب CTBUH11 في نيودلهي، فقد شهدت تلك الفجوة اتساعاً كبيراً بين الأغنياء والفقراء على مر السنين، الأمر الذي أثار المخاوف من ردود الفعل الاجتماعية، إذ لم يقتصر هذا فقط على الحياة الاجتماعية بل تعدى إلى البيئة المادية، وبرزت في المقابل حاجة لإعادة تنظيم الحياة الاجتماعية من خلال خلق بيئة جديدة.

وقد اختار القائمون “عمداً” قطعة أرض أمام أعلى مبنى في نيودلهي لتنفيذ ناطحة السحاب، حيث ينص الاقتراح تأمين مساكن ومزارع وأسواق للشريحة الاجتماعية الفقيرة، على نقيض المبنى المقابل، الذي يطرح أمام الشريحة الغنية العديد من الخيارات التجارية، وكأن القائمين على المسابقة يحاولون إعادة تحديد دور المباني الشاهقة، فلا يقتصر دور هذه المباني على تلبية طلبات الأغنياء، بل يمكن أيضاً أن يلبي مبنى شاهق كمبنى CTBUH11 طلبات الفقراء، كما يدرس المشروع إمكانية إعادة تنظيم الحياة الاجتماعية من خلال بيئة جديدة تعطي “السلطة” هذه المرة للفقراء.

نسلط الضوء اليوم على واحدة من الاقتراحات التي تقدمت للمسابقة بتوقيع ثلاثة طلاب هم Ajmona Hoxha و Elis Vathi وKlodiana Millona ، ويتألف من وحدات سكنية صغيرة مكررة في الاتجاهين العمودي والأفقي، حُشرت فيما بينها مساحات خضراء عامة مشتركة، حيث من المقرر أن تلبي هذه المساحات احتياجات السكان.

وتمتاز أسطح هذه الوحدات بوجود ألواح شمسية رخيصة، كما وتم تجهيز أسقفها ببطارية لإضاءة المنزل، حيث تخدم هذه البطارية في نفس الوقت بمثابة مصدر طاقة للهاتف المحمول، فالهدف الأول والأخير من المقترح هو تقديم وحدات غير مكلفة من ناحية الصيانة، وبالتالي كان لابد من استغلال الطاقة الشمسية.

أما استناداً إلى مستويات تلوث المياه العالية في الهند، فقد كان لابد من ابتكار نظام غير مكلف لترشيح الهواء والماء، وقد جاء هذا النظام على شكل نباتات خضراء تم دمجها في الواجهة لترشيح مياه الأمطار ونشر الأوكسجين في الغلاف الجوي.

وفي ذلك إشارة من الطلاب الثلاثة إلى مكانة الهند الزراعية الهامة، إذ تحتل المرتبة الثانية عالمياً في مجالات الإنتاج الزراعي. وكنتيجة، باتت ناطحة سحاب CTBUH11 أشبه بمزرعة مستقلة عمودية، في الوقت الذي خصص الطابق الأرضي لبيع المنتجات.

إقرأ ايضًا