غالباً ما نستشعر لدى زيارتنا إحدى المشافي جواً بارداً يشعرنا بالمرض والكآبة وإن كنّا لا نعاني من أي ألمٍ أو علة، إلا أن فريق العمل في شركة dwp وبعد تكليفه من قِبل مشفى Bumrungrad الدولي في العاصمة التايلاندية بانكوك بتجديد منشأتها قد حاول كسر هذا الشعور تماماً، عن طريق استحضار جوٍّ معاصرٍ مليء بالعافية والراحة والدفء يرحب بالزوار والمرضى على حدٍّ سواء.
فباستيحاء التصميم الداخلي للمشفى من الأجواء التأملية التي يشتهر بها مذهب زن البوذي في الحضارة الآسيوية، تم اعتماد المواد طبيعية واللوحات الملونة التي كان من شأنها إضفاء الكثير من التناغم والانسجام على المساحات الداخلية، وذلك بالتماشي مع حلول الإضاءة المبتكرة واللافتات الخاصة التي ساهمت في توحيد اللغة البصرية في كافة مساحات المشفى.
هنا تجدر بنا الإشارة إلى أن فريق dwp قد كان المسؤول الأول والأخير عن ابتكار تصميمٍ داخلي مميز لمركز العناية بالنساء في المشفى، إلى جانب توليه مهمة تصميم كافة المفروشات والتجهيزات والمعدات التي تحتضنها مساحة العيادات والاستطباب، والتي تم الانتهاء منها في شهر آذار عام 2010.
أما عن الهدف الأساسي الذي ركّزت عليه الخطة التصميمية فقد تمثّل في تقديم هويةٍ حيوية ومعاصرة لهذا المركز، فمع الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الوظيفية والفراغية للمشروع، كان لابد من التصميم أن يكون فعالاً وغنياً وعملياً من خلال توفيره بيئة مريحة للمرضى وللزوار وطاقم العمل في وقتٍ واحد.
وهكذا جاءت هذه المناطق لتقدم تشكيلةً فريدةً من الألوان الغنية والأعمال الفنية بالإضافة إلى المواد الرقيقة الناعمة ومناطق الجلوس الحميمية المجهزة بالشاشات، والتي كان من شأنها أن تخلق هويةً قد تكون الأولى من نوعها في مثل هذه المرافق.
ولمضاعفة مستوى الراحة والفعالية ما كان من فريق التصميم إلا أن اقترح ابتكار مناطق جلوس واستراحات تتوزع بجوار غرف الفحص، لتربطها مع بعضها البعض مساحات تجوال وموزعات متقاطعة، حيث كانت النتيجة عبارة عن سلاسل مساحات انتظار ساهمت في تعزيز مستوى التجوال والحركة في المركز.
بنهاية الحديث لا يمكننا هنا إلا أن نشير إلى اللافتات الهامة التي دمجها تصميم dwp بكل سلاسةٍ مع المكان، والتي تظهر أهميتها في أوقات الذروة والازدحام، حيث تساعد على توضيح الطريق وإرشاد المرضى ضمن هذا القسم بشكل خاص، وضمن حرم المشفى ككل بشكلٍ عام.