تصميم منتجع مصغّر في قلب المنزل

6

على نقيض المنتجعات التقليدية التي تُعنى برفاهية شريحة معينة من الأفراد جاء هذا المنتجع الشخصي تحت اسم أناندا لصالح العلامة التجارية الايطالية Glass Idromassaggio وبالتزامن مع فعاليات معرض Cersaie الجارية أحداثه في 28 تشرين الأول هذه السنة، ليضرب المفهوم التقليدي للمنتجعات عرض الحائط ويجمع ما بين المياه والبخار والإضاءة الذكية على أمل استثارة الحواس ورفع السوية العقلية والبدنية، حيث يعد هذا الجوهر الرئيسي لتصاميم Doshi Levien.

يضم منتجع أناندا سلسلةً من العناصر تدعمها تقنية المعالجة المائية المتطورة جنباً إلى جنب مع مجموعةٍ من المواد الحسية، فلطالما أراد Levien التمرد على المفهوم الشائع عن المنتجعات بأنها مجرد غرفةٍ مليئةٍ بالبخار يرتادها المرضى للمداواة، ليصبح ارتياد المنتجع حدثاً يومياً، ففي الصباح يمكن للمرء الاستمتاع بحمامٍ بخاري قبل الانطلاق بنشاط نحو عمله وفي المساء وبعد العودة من العمل يمكن له أن يضع رجليه في حمامٍ لعلاج القدمين ويستريح من تعب يومٍ كامل، وليس هذا كل شيء إذ يمكنك في أناندا القيام بعلاجٍ للوجه وأمورٍ من هذا القبيل.

وبالحديث مفصلاَ عن عناصر المنتجع المصغر، فإنه يضم دوشاً للاستحمام من شأنه ربط منطقة الاستحمام ومساحة المعيشة بصرياً، فقد أراد معماريو Doshi Levien ابتكار مظلة من البورسيلان تقوم بضخ رذاذ المياه وتقدم غطاءً كاملاً من الضوء والمياه.

كما وتعمد فريق العمل الاستثنائي إقحام ملامح الحمام المغربي في أناندا، فلطالما كانت فكرة جلوس الأشخاص على دفةٍ خشبية في الحمام أو على أرض الحمام نفسها مثيرةً بحد ذاتها، وبوحيٍ من هذا المشهد الحميمي البسيط قام فريق العمل بابتكار مساحةٍ فريدة، حيث يستمتع الناس بالجلوس على علوٍّ منخفض على دفةٍ خشبية أفقية، وتدعى هذه المساحة حجرة البخار، وتضم فيما تضم أوعية بخارٍ حار وسطحٍ زجاجي وآلة من البورسيلان لتلطيف الجو ووعاءً للماء، أما Doshi Levien فقد أراد أن يكون لكل عنصرٍ من هذه العناصر وظيفته الخاصة لتشترك جميعها في ما يشبه الطقوس.

وبالانتقال إلى لوح الجدار لابد لنا أن نعقب على الفكرة الرئيسية وراء تصميم أناندان ألا وهي طرح شكلٍ جديد من أشكال المعالجة المائية، وذلك من خلال إعادة تعريف العلاقة بين المساحة وجسد الإنسان بدلاً من العلاقة السابقة بين جسد الإنسان والمنتج، فهنا حاول فريق العمل تحويل الحمام إلى أداةٍ معمارية أو عنصرٍ داخلي.

كما ويمكننا أن نلاحظ التناقض ما بين اللوح الإسمنتي والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تقوم النوافير إلى جانب الأنابيب المقحمة بين فراغاته بضخ المياه حتى السطح وكأن سيلاً من المياه يتدفق من الجدار نفسه، وهنا يظهر تأثر Doshi بمفهوم اللانهاية وإدراك المكان الخارجة عن الحدود التقليدية لتصبح مبدأً أساسياً للرفاهية.

أخيراً جاء تصميم المقاعد ليجيب عن السؤال التالي “ما هي أكثر المواد المرغوب فيها لتكون في اتصالٍ دائم مع الجسد في المنتجعات؟ حيث كان السطح الإسمنتي الأملس والدافىء الخيار الأنسب بوحيٍ من الحمامات التركية أو منتجع Therme Vals من تصميم بيتر تزومثر في سويسرا، ولا يخفى على أحد مشاعر الديمومة والمتانة التي يخلفها التماس المباشر مع الإسمنت والأساسية في الوقت نفسه لاسترخاء الجسم والعقل.

إقرأ ايضًا