شانزليزيه باريس يرحب بـ ستروين كمقيمٍ دائمٍ

15

استقبلت باريس معلماً جديداً معاصراً بحفاوةٍ بالغة على أرض الشانزليزيه العريق، حيث يضم مبنى C42 -كما أُطلق عليه تبعاً لرقم المبنى- واحدةً من أكثر الماركات المحببة لدى الشارع الفرنسي، فقد قامت المصممة المحلية Manuelle Gautrand مؤخراً بتصميم معرضٍ جديد لماركة سيارات “ستروين” الفرنسية الشهيرة.

وقد استطاعت Manuelle أن تجسد من خلال هذا المعرض تاريخ ستروين الغني في قالبٍ معماريٍ معاصر فضلاً عن دمجها لسلسلةٍ من العروض المفتوحة على العامة في واحدٍ من أهم الشوارع في العالم، وهو شارع الشانزلزيه الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده الثمانين على أيدي ستروين.

فلطالما كانت الجرأة ملازمةً لتصاميم الماركة الفرنسية الأشهر، وقد جاءت صالة العرض الجديدة لتعكس ملامح النهضة التي مرت بها العلامة التجارية على مدى السنوات القليلة الماضية، ويظهر ذلك جلياً في تصميم كتلة المعرض التي ترتفع حتى 30 متراً، إذ يعكس الزجاج المشبك في الخارج الذي تعلوه أشرطة محلقة على شكل حرف V هوية ستروين، ويُذكر إلى أن هندسة الواجهة المعقدة هذه من الزجاج والفولاذ قد تطلبت خمسة أشهرٍ من التجميع حيث أنها تزن 86 طناً.

كما وتعتبر الإضاءة جنباً إلى جنب مع الشفافية من المواضيع المهيمنة في تصميم C42، فخلال النهار نلاحظ بأن الواجهة الزجاجية تسمح لأشعة الشمس بأن تصب في صالة العرض، مما يعزز الشعور بالمساحة وتسليط الضوء على الأسطح العاكسة من المبنى، بينما وفي الليل تُضاء الصالة باللعب على ألوان ستروين المعروفة من الأبيض والأحمر.

أما وبتسليط الضوء على داخل المبنى نلاحظ وجود ثمانية أقراص دوارة متعاقبة تعلوها المرايا، ويكشف كل قرصٍ من هذه الأقراص عن نموذجٍ من سيارات ستروين، والتي ترتفع عمودياً عبر المبنى ليكون الناتج عموداً مذهلاً من السيارات، كما ويوجد أيضاً مصعدٌ بانورامي يصعد بالزوار من الردهة وحتى الطابق العلوي حيث بإمكانهم الاستمتاع بمشاهدة بعض معالم باريس البارزة مثل برج إيفل وساحة كونكورد، كما يمكن للزوار خلال مسيرهم في الطابق العلوي الاقتراب من المعروضات والتي تختلف بطريقة عرضها تبعاً للموسم وتصحبها على الدوام شاشة لمس لمعرفة المزيد عن تفاصيلها.

الجدير ذكره هنا أنه قد شهد يوم الافتتاح عرض نماذج هامة استطاعت أن تشرح موضوع “الابتكار المستدام”، حيث تنقل الزوار بين سيارات ستروين وكانت البداية مع سيارة Traction Avant العريقة منذ عام 1933، ومن ثم تجربة النماذج الجديدة المبتكرة مثل 2CV و DS و C6 قبل الوصول إلى منصة الطابق الأرضي ومشاهدة سيارة C-Métisse المستقبلية… وكلها بتوقيع ستروين طبعاً.

وأخيراً تجدر بنا الإشارة إلى أنها المرة الأولى منذ عام 1927 التي تشهد فيها جادة 42 في شارع الشانزليزيه تواجداً لماركة ستروين، إذ جاء معرض C42 ليعرض سيارات ستروين في قلب باريس لتكون في تماسٍ مباشر مع الثقافة الفرنسية ومع الزوار الأجانب الذين يشكلون نسبة 50% من الحركة التي يشهدها الشارع الأبرز في العالم، والتي يتوقع أن يكون المعرض وجهةً رئيسية لشريحةٍ دولية عريضة.

إقرأ ايضًا