ثمانية غرف فقط في فندقٍ وسط الغابة بألمانيا

9

تخيلوا معي الأجواء الرومانسية التي قد تغمركم إذا ما قضيتم ليلةً في فندقٍ تملؤه جذوع الأشجار! فقد قامت شركة ناومان المعمارية الألمانية بتصميم الفندق الذي يحمل اسم Forsthous أي منزل الغابة، حيث عمل المصممون على قلب منزلٍ واقعٍ في قلب الغابات إلى فندقٍ بثمانية غرفٍ فقط؛ حيث يحمل باب كل غرفةٍ مقولةً منقوشةً فيه تخبر قصةً تتعلق بالمبنى.

لقد كان المبنى ولعدة عقودٍ في خدمة الغابة، حيث تم تصميمه مسبقاً ليكون وظيفياً بشكلٍ كامل، ولكن ومع ذلك كان للتغير مكانٌ هنا ليتحول المنزل إلى فندقٍ فريدٍ من نوعه. فدون سرقة روح المبنى ودون التهجم على حرمة جوهره تم التعامل مع التصميم مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات الحماية الإضافية من الحرائق، الأمر الذي لم هناك غنىً عنه في وقتٍ باتت فيه كرتنا الأرضية لعبةً بيَد وحش الاحتباس الحراري الهائل الذي يهاجمها.

وهكذا مثّل تاريخ منزل الغابة القديم عنصراً مكملاً للاستخدام الجديد للمبنى كفندقٍ عصريٍّ. وابتداءً من هذه النقطة ظهرت غرف الفندق الثمانية لتندمج قدر الإمكان مع الكتلة الأساسية لجذوع الأشجار المسيطرة على التصميم.

من النظرة الأولى سيلاحظ زائر الفندق التغيرات الطارئة على المنزل القديم؛ فمن الأبواب الرمادية الداكنة إلى حواف السقف والنوافذ التي تم طلاؤها من جديد؛ ظهر المنزل بحلةٍ مختلفةٍ تماماً ولكن بنفس الروح القديمة.

أما عند النظرة الثانية فيستمكن عندها الزائر من اكتشاف التغيير الحقيقي للمكان؛ حيث تمت إعادة إحياء الحديقة الواقعة خلف المطبخ، كما تم إضفاء رسومٍ لحيوانات الرنة على الجدران، في حين تم الإبقاء على الأدراج على حالها لتبدو كمنحوتةٍ كاملةٍ لم يطرأ عليها أي تغيير.

شيءٌ واحدٌ لن يستطيع زائر الفندق تجاهله؛ إنها الأرقام المنقوشة على أبواب الغرف، حيث تبدو هذه الأرقام وكأنها عنصر مساعدة خاصةً مع المقولات المحفورة في خشب الباب التي ترافقها لتعطي لمحةً عن أجواء الغرف وقصصها. من الجدير ذكره عن تصميم الغرف أنه قد تم العمل عليها لتبدو بأبسط شكلٍ ممكنٍ، فمن مكعبات الإسمنت وخشب السنديان الصلب تظهر المواد بسيطةً ولكن “قويةً” في نفس الوقت، كما ساعد التقليل من استخدام الألوان على تعزيز المواد المستقاة من جذوع الأشجار.

فإذا ما نظرنا إلى أثاث الغرف البسيطة نجد أن الفرش المكعبي ينتشر في كل غرفةٍ تقريباً على هيئة قطع أثاث ومفروشات تمت المحافظة عليها من المنزل القديم عندما كان قيد الاستخدام. مما يشجع الزوار على سد الثغرة والتفكر في تاريخ المنزل الصغير.

ففي هذا الفندق ما من عمارة دون معنى.

إقرأ ايضًا