الصيف والرمل والأصداف… كانت وحدها مصدر الإلهام لتصميم منصة عرض تشكيلة ربيع\صيف 2011 من ماركة Myer الشهيرة التي جرت أحداثها في مدينة سيدني الاسترالية، حيث قام المعماري كريس بوس مؤسس شركة LAVA بالاشتراك مع المعمارية أماندا هندرسن من شركة غلوس كرييتيف بالكشف عن واحدةٍ من أغرب منصات العرض التي تطوقها أصداف البحر.
فقد قام الثنائي البارع بتصميم صَدفة عملاقة خشبية بطول 18 متراً وارتفاع خمسة أمتار رقمياً تتألف من 2000 قطعة من الخشب المعاكس الملون بالرمل والمقطوع بتقنية CNC، ليتم تجميعها على شكل متاهةٍ بوحيٍ من شخصية التريتون الأسطورية الذي وعلى الرغم من تعقيده من الناحية الرياضية، يتمتع بشكلٍ محبب للغاية، إذ نجح الثنائي بالاستفادة من هذه الفكرة وتحويلها إلى واقعٍ قابلٍ للبناء تم إقحامه في التركيبة وممر العرض.
وقد فرض شكل الصدف الكثير من الأجواء على الحدث فمن آلهة البحر عند شروق الشمس إلى الكائنات الإغريقية عند الغروب كانت الفرصة متاحة أمام مصممي الأزياء الثلاثين الانتقال إلى عوالم أخرى بعيدة، على الرغم من أنهم لم يبرحوا استراليا.
لقد استطاعت هذه التركيبة بهيئة صَدفة أن تعكس الألوان الذهبية التي تخيم على الشاطئ الأسترالي، وقد تم اختيار الأصداف تحديداً لشكلها العضوي الهندسي المؤثر والجميل، وقد تطلب خلق هذه التركيبة ثلاثية الأبعاد شراكةً حقيقة بين هندرسن وبوس اللذين عملا فيما سبق وفازا بجائزة كأس ملبورن في عام 2005.
وأخيراً فقد نجحت هذه التركيبة بخلق بيئة إبداعية أطلقت العنان لمصمميها كلٌ حسب طريقته ونهجه الخاص، وهو أمرٌ ليس بغريبٍ على المعماري الألماني كريس بوس الذي لطالما أتحفنا بتصاميم مبتكرة تعتمد أغلبها على دراسةً محوسبة للهياكل العضوية، لتخطى بذلك حدود الهندسة المعمارية من خلال أشكاله الرقمية والتجريبية، كالأوريغامي الرقمية على سبيل المثال والتي خصصنا لوصفها خبراً سابق.
يُذكر أن LAVA ستصدر قريباً المزيد من مباني الحد الأدنى بموارد أقل قادرة على دمج التكنولوجيا مع الطبيعة.