مقر عمل عملاق التكنولوجيا GTG

2

تعتبر مجموعة Genesis للحلول التقنية GTG إحدى أهم المجموعات الرائدة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في بنغلادش، مما جعلها تفكر بقلب مقرها الكائن في برج كونكورد رأساً على عقب، محولةً إياه إلى مقرٍ يليق بمكانة المجموعة ويعكس مجال عملهم في كافة تفاصيله الداخلية، وفي هذا الصدد قامت بتكليف فريق Project-BD المعماري الشاب، الذي نجح بتأمين مساحة وظيفية مفتوحة مفعمة بالحياة، على الرغم من أنه أول عمل معماري له.

فقد استفاد الفريق الشاب من أعمال المعماري الإيطالي الشهير كارلو سكاربا التي تتمحور جميعها حول العلاقة بين المعماري والحرفي المحلي، فقد أثبتت هذه العلاقة الشخصية والتعاونية في آنٍ واحد نجاحها على مر عهودٍ طوال.

وهو ما نراه جلياً باستخدام الأخشاب المحلية التي تمت هندستها بأيادٍ حرفية خبيرة، استطاعت أن تحمل عبئاً عن فريق العمل وتقلص الفترة الزمنية التي حددتها المجموعة، كما واستفاد فريق Project-BD من كون مبنى كونكورد بطوابقه الخمسة عشر هو المبنى الوحيد ذو الارتفاع العالي مقارنةً بالمباني المجاورة، لجعل أشعة الشمس تدخل من جهة الجنوب والشرق والشمال مرة واحدة.

وتعزيزاً لفكرة الضوء الطبيعي هذه، تم اختيار اللون الأبيض في الجدران والسقف وحتى في الأرضية السيراميكية، ناهيك عن الحواجز شبه الشفافة على النوافذ الزجاجية الصافية، كونه وكما هو متعارفٌ عليه أن اللون الأبيض يمتص الضوء الطبيعي دوناً عن سواه ليوزعه عبر المساحة.

ولكن ومن جهةٍ أخرى، لم يكن العمل بمنتهى البساطة، إذ ظهرت مشكلة أخرى، وهي صعوبة وصول الضوء للمساحات الداخلية العميقة، الأمر الذي استدعى تشييد جدارٍ من شأنه أن يمثل مصدراً للضوء الاصطناعي، يكسوه سطحٌ عاكس لخلق حالة ضوء موحدة في كل مكان، حيث تبعث الأضواء الاصطناعية الضوء الساطع في المساحة من خلال مجموعة من الشقوق، مما يساهم في خلق سطحٍ مشع تتوزع حوله نشاطات المكتب البقية.

وأخيراً يتحدر هذا السطح العاكس ليتحول إلى ما يشبه المقهى الصغير، لتبرز هنا أحجار القرميد الخام متوهجة بفعل الأضواء الصفراء الدافئة، والتي تنتشر بنفس الشكل في الشرفات الخارجية، على نقيض منطقة العمل ذات الإضاءة البيضاء.

إقرأ ايضًا