منزل مؤسس الحزب الشيوعي في المكسيك

3

صدق أو لا تصدق، فقد كان هذا الملهى الليلي يوماً ما منزل مؤسس الحزب الشيوعي المكسيكي M. N. Roy.

نعم، من منزل لسياسي بارز لملهى ليلي؛ هذا ما وجده كلٌ من Emmanuel Picault و Ludwig Godefroy وهما معماريان فرنسيان، حيث ارتأوا أن هذا المنزل الواقع في شرفة متهدمة في منطقة روما، وهي منطقة الغجر سابقاً في مكسيو سيتي، هو مكانٌ مثاليٌّ ليشغل ملهى ليلي، ومن الطريف قيام Picault و Godefroy بإطلاق اسم M. N. Roy على الملهى.

كانت البداية مع الواجهة، التي وعلى نقيض مشاريع التجديد التي تطالعنا مؤخراً، تم الإبقاء عليها دونما أية تعديلات، حيث ساهم هذا الإجراء بتحفيز فضول الناس الذين يمرون بجوار النادي للدخول ومعرفة السبب وراء تدافع أناس آخرين أمام منزل مدمر تقريباً، أما عند الدخول، فسوف يلاحظ هؤلاء لغة معمارية تعود أصولها للثقافة المكسيكية، لطالما كانت غريبة على العمارة أيام الرئيس المكسيكي الراحل بورفيريو دياز.

أما أدوات هذه اللغة فمن أصل إسباني، وقد تم استخدام هذه الأدوات بطريقة تشاركية وليست تأملية، على الرغم من إدخال مواد إنشائية جديدة ( مثل النحاس والجلود والخشب والحجر البركاني) وتقنيات هندسية جديدة ( مثل الرسم الجداري، برنامج مايا، الأهرامات)، وكنتيجة أصبح نادي M. N. Roy مزيج مستحيل من الثقافات والكتل والأنماط المعمارية، مما يؤكد من وجهة نظر Picault و Godefroy إمكانية خلق مساحة معاصرة من خلال صهر عدة أنماط قديمة -بل وتاريخية- في قالب معاصر من الدرجة الأولى.

فعند زيارتك ملهى M. N. Roy مع أصحابك سوف تتوقف عند الواجهة القديمة، حيث تغطي واجهة الملهى مجموعة من الأخشاب القديمة متفاوتة الارتفاع، في حين تغطي الكتل الخشبية الخام والألواح النحاسية اللماعة جدران الغرف المليئة بالأثاث الخشبي والجلدي، بالحديث عن التغطية، قام Picault و Godefroy بتغطية جدران الممرات بألواح بازلتية سوداء، ومن الملفت بأن هذه الجدران مضاءة بشكلٍ دراماتيكي من الأسفل، وذلك لإبراز الأشكال المنحوتة على الأسطح.

بُعيد تجاوز الهرم في منطقة المدخل، استعد للتعرف على الجدران السوداء تدريجياً كلما تقدمت خطوة إلى الأمام، حيث تطوق هذه الجدران حانة تابعة للملهى مضاءة بإضاءة خافتة، ومن ثم سوف تصادفك الأندية التي تطل بدورها على ساحة الرقص عبر واجهة زجاجية وميزانين…

من المؤكد أن تجربة الزيارة سوف تكون مشوقة، ولكن ماذا سيكون شعور مؤسس الحزب الشيوعي عند رؤية اسمه على لافتة ملهى ليلي، وليس أي ملهى… إنه منزله الخاص؟

إقرأ ايضًا