منزلٌ متخفٍّ وسط لندن

4

ينحشر هذا المنزل بين مبنيين موجودين أصلاً في لندن، ويتمتع بواجهةٍ برّاقة وبأبواب خلفية فولاذية مثقّبة تُفتح كما تفتح الفراشة أجنحتها.

إنه المنزل المتخفّي الذي جاء بتوقيع فريق Teatum+Teatumالمعماري ليُحدث جلبةً كبيرة في الأوساط المعمارية.

إذ تُفتح الأبواب الفولاذية المثقّبة لتؤدي بالزائر إلى غرفة الجلوس والمطبخ في الطابق الأرضي، وهناك يندمج مكتبٌ بجدران غرفة الجلوس، بينما تندمج أسطح المطبخ ورفوفه بجدرانٍ خشبية سميكة.

هنا لا توجد أية نوافذ، ولكن هناك منورٌ بارتفاع سبعة أمتار من شأنه أن يجلب الضوء الطبيعي لداخل المساحة من الأعلى.

وبالنسبة لغرف النوم في الطابق الأول فتقع هذه على كلا جانبي المنور، وهذا ما يساعدها على تلقّي ضوء النهار الطبيعي من ملاقف على شكل قمع.

وفي بعض ما ورد عن لسان المصممين، جاء ما يلي:

باستخدام المساحة الفائضة والمتبقية من المدينة، يأتي المنزل المتخفّي بين مبنيين موجودين أصلاً في الموقع. ويستفيد هذا المنزل من فرصة ابتعاده عن الشارع؛ إذ يدير ظهره للمدينة ويستجيب لموقعه عن طريق خلق عمارةٍ داخلية وحميمية.

تم تنظيم المنزل على مستويين تم بناؤهما حول منور داخلي بارتفاع سبعة أمتار. حيث تتواجه مساحات المعيشة عبر هذا المنور المركزي، سامحةً لغرف النوم ومنطقة المعيشة بالتقاطع والارتباط.

يأتي الهدف من هذا التقابل بين المساحات في الاستفادة من فرصة تماس البرامج مع بعضها البعض.

أما عن الارتباط بالخارج، فقد تم التوصل إليه عن طريق الملاقف العالية التي تجلب الضوء الطبيعي لداخل غرف النوم وللمنور الداخلي المركزي في الوقت عينه. وعن طريق إزالة الإطلالات الخارجية كلياً يتم تعزيز الإحساس الداخلي، وهذا ما يسمح بإضفاء المزيد من الحميمية على المكان والتركيز على الضوء والمواد.

بالنسبة للواجهة الخلفية؛ هي عبارة عن سطح أسودٍ لمّاع تمت تغطيتها بجزيئات السيليكا، لتظهر كقناعٍ يجذب أنظار المارة لكن دون التعبير أو الكشف عن المساحة القابعة وراءها.

وتبقى أخيراً مسألة أبواب الفراشة الفولاذية؛ والتي تم قطعها باستخدام الليزر لتعكس نقشاً أشبه بالمطر الهاطل على نافذةٍ باردة.

داخلياً يكون تأثير هذه الثقوب هو السماح لحزمٍ من الضوء بالتغلغل للمساحات المتخفّية من الطابق الأرضي.

وهكذا يبدو أن المنزل المتخفّي، وحسب كلمات مصمميه، يقدم طريقةً يمكن للمدينة من خلالها خلق المزيد من المساكن في المواقع الموجودة أصلاً فيها، تؤمن لقاطنيها مساحات فريدة وبتكلفةٍ متدنية!

إقرأ ايضًا