من عمق الظلمة الفنلندية الشتوية، عندما يختفي الضوء لشهورٍ عدة، تم استيحاء تصميم معرض “فنلندا السوداء” أو Fin Noir بتوقيع المصمم الداخلي آينو كافانتيرا ومصممة المنتجات والمعارض فيديريكا كابيتاني.
حيث جرت أحداث هذا المعرض المعتم في صالة “باساج دو ديزير” في باريس خلال أسبوع الموضة ss12 بين الرابع والسادس عشر من تشرين الأول الفائت.
حيث بدأت قصة تعاون المصممَين في عام 2005، عندما التقيا في استديو مارسيل واندرز في أمستردام، وعملا سويةً منذ ذلك الحين على عدة مشاريع، كان مشروع “فين نوار” الأبرز بينها مؤخراً.
إذ يحل التصميم خيوط الطبقات والتيارات السائدة في الموضة الفنلندية، عارضاً أعمالاً لستة عشر فنان محترف في مجال الموضة الفنلندية؛ من مصممين لمصوّرين فوتوغرافيين وحتى رسامين، هادفاً لتوسيع عملية فهم واستيعاب الموضة متخطياً إياها لما هو أبعد من الملابس… إلى تجربةٍ بصريةٍ مفهومية شاملة.
وهكذا يتضمن المعرض بمساحته البالغة 700 متراً مربعاً، منطقتين أساسيتين؛ المساحة الرئيسة والصالة السفلية.
حيث تقع المساحة الرئيسة -“الغابة”- داخل صالة عرض عديمة النوافذ، تزيّنها عناصر معمارية مصنوعة من القماش المشدود خفيف الوزن، الذي يعيد خلق الاحساس بالعمق والكثافة متعددة الطبقات داخل موطنٍ طبيعي، تؤطر فيه كل كتلة أعمال مصممٍ مفرد.
تمتد الأشكال القماشية الممدودة نحو السقف والأرض، وتحتوي كل واحدةٍ منها على ضوءٍ في مركزها، يلقي بنوره على مجموعةالملابس، التي يتم عرضها على منصة أو قاعدة.
وهنا يمكننا القول أن تجربة المعرض مصممة خصيصاً لتخلق احتمالاتٍ غير متوقعة من مصادر الوحي والإلهام والأجواء التي تجعل رائيها يستسلم للمساحة بسكينةٍ وسلام وإحساسٍ بالضياع في الوقت عينه، إذ تتلاعب المساحة بالمتناقضات؛ كالخفة والثقل، والسطحية والعمق، والشفافية والكتامة.
أما عن الصالة السفلية، فقد تم تزيينها بقبةٍ مذهلة من القطع الزجاجية الدائرية، التي تعرض صوراً فوتوغرافية على تركيبة ’Snowcastle’ المركزية، التي تصل بكل انسيابية للسماء.
وقد تم استيحاء التصميم من الكتلة الهندسية للثلج، وباستخدام كتلة “هيميلي” الفنلندية القشية التقليدية.
يُذكر ختاماً أن شركة Fantasiarakenne كانت مسؤولة عن إنتاج الأشكال القماشية، بينما كانت Alpo Nummelin مسؤولةً عن تصميم تجهيزات الإنارة.