متجر أزياء في تل أبيب

7

يبدو أن العمارة الإسرائيلية تعدت مجرد تأمين مستوطنات لليهود القادمين من هنا وهناك، فقد حرصت الإدارة الإسرائيلية على جلب هذه المستوطنات إلى مصاف العواصم العالمية، أما تل أبيب، تلك المستوطنة البيضاء القديمة، فقد باتت منافساً قوياً في كافة القطاعات الهندسية والتجارية والاقتصادية ناهيك عن السياسية… لتحتكر اليوم أهم دور الأزياء والموضة في العالم.

وهاهي اليوم تحتفل بمتجرٍ جديد يُضاف على قائمتها الطويلة من ماركات الأزياء الشهيرة، وهو متجر Rhus Ovata الذي يتراجع مبتعداً عن رصيف المشاة في إحدى شوارع تل أبيب، ليتميز عن بقية المتاجر الأخرى التي يكتظ بها الشارع هناك بتصميمٍ داخلي استثنائي بتوقيع المعمارية كارينا تولمان وفيليب تومانك من إسرائيل أيضاً.

جاء مفهوم التصميم ليحاكي الموقع بالتركيز على عمق المتجر، مما ساهم في خلق طبقة أفقية موازية للشارع، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الواجهة التي تم إعادة تصميمها باستخدام الفولاذ للتقريب ما بين الأجزاء السفلية وتلك العلوية من واجهة العرض، وهو ما عاد بالخير على المتجر وجعله يتألق على شكل شريطٍ أفقيٍ واضح يجذب المارة من حوله، كما تم إقحام بعض الفتحات في الجدار الخلفي ليفتح المتجر من جهة أخرى على الحديقة الخلفية.

علاوةً على ذلك، وبفكرةٍ من شأنها جذب المزيد من الاهتمام لمانيكانات المتجر، تم تضييق نافذة المتجر لينتج عن ذلك شريطٌ أفقي زجاجي في الوسط حيث تصطف المانيكانات في مجموعةٍ بموازاة الشارع.

أما فيما يتعلق بمواد البناء، فقد تم استخدام هذه المواد بحدها الأدنى وفي حالتها الخام، لتقتصر على الفولاذ في مستطيل الواجهة، وعلى أخشاب MDF في أدوات العرض لينتج عن ذلك أسلوب عرض عصري فريد من نوعه.

حيث يعرض المتجر وفقاً لمفهوم الطبقات الذي كنا قد أشرنا إليه مسبقاً تشكيلة من ماركة Rhus Ovata بالإضافة إلى بعض الإكسسوارات من نفس الماركة، ونلاحظ بأن الغالبية العظمى من مجموعة الأزياء معلقة على محورٍ واحدٍ متتابع يمتد عبر عرض المساحة بأكملها، حيث يفصل مسيرة هذا المحور ثلاثة ممرات ليتنحى العمود الفولاذي من المحور ويلامس الأرضية، أما في المدخل فنلاحظ بأن العمود نفسه يبرز عن السقف بشكلٍ واضح مشكلاً ما يشبه التضاريس داخل المساحة.

ونصل إلى تشكيلة الإكسسوارات وطريقة عرضها المميزة، حيث يتم عرضها في مكتبةٍ قابعة على طول خلفية المتجر بجوار كتبٍ فنية مختارة، كما وتسترعينا التركيبة الجدارية المذهلة الخاصة بعرض الأوشحة التي تم حشرها فيما يشبه الكؤوس الزجاجية، ناهيك عن الشماعات معينة الشكل والمصنوعة يدوياً لتعليق الحقائب على عمودٍ واحد.

أما بالحديث عن الإضاءة فقد أولى الثنائي المعماري أهمية كبيرة أثناء تصميم هياكل المصابيح، والتي كان عليها أن تحاكي خطة التصميم بأكملها، وتسلط الضوء في الوقت نفسه على أمور توزيع المساحات وخلق ما يشبه التسلسل الهرمي، فقد تم تصميم مصابيح أفقية طويلة لإبراز الرف الطويل المعلق، مما ساهم بظهور ما يشبه مساراً متناوباً من الضوء فوقه، في الوقت الذي تزين فيه مصابيح أخرى عمودية بوحيٍ من شكل الفطر بقية المساحات.

وأخيراً يصادفنا نيون وردي اللون يضيء شعاراً للمتجر وقد تمت إمالته على الجدار على نحوٍ غير منتظم ليتكرر ظهوره مرةً أخرى ولكن ملتفاً حول العمود الوحيد في المساحة، وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أن تصميم الشعار بالإضافة إلى هندسة التشكيلة داخل المتجر كان بتوقيع فريق Koniak.

إقرأ ايضًا