في مشروعها Tendo PLY قامت شركة Daigo Ishii + Future-scape Architects بإعادة تحديث طابقٍ واحدٍ من المبنى ذي الأربعين عاماً في طوكيو باليابان بمساحة 219,39 متر مربع ليصبح متجراً للمفروشات بعد أن شغل لمدة أربعين عام مدرسةً ابتدائيةً دون أن يتم تحديثه أو ترميمه خلالها ولو لمرةٍ واحدة.
كان قد تم استخدام هذا الطابق كغرفة صفٍ بتقسيمها إلى أربعة مساحاتٍ بجدرانٍ أسمنتية. وبسبب مشاكل إنشائية كان من المستحيل توسيع الفتحات الضيقة التي تربط المساحات الأربعة ببعضها، دوناً عن كون الميزانية المخصصة للعملية تعادل خُمس ما يتطلبه مشروعٌ مماثل.
وتقييداً بالميزانية في هذه الحالة فضلت الشركة المعمارية أن تٌبقي على التشطيبات التي تبلغ الأربعين عاماً من العمر مع إعادة طلائها إما بالتحكم باللون أو بسحبه تماماً. هذا ما يُظهر احتراماً لتراكمات الزمن التي يتطلبها المكان، رغم عدم كونه ذلك البناء المدهش. وللبقاء في حدود الميزانية مع مراعاة إظهار أكفأ إعادة استخدام؛ كانت فكرة تصميم طريقة الربط بين كل مساحةٍ وأخرى مسألةً مهمة. وذلك أن الممرات الضيقة كانت عقبةً حقيقيةً أمام جعل المكان منفتحاً على بعضه ومتصلاً كوحدةٍ واحدةٍ تشمل الطابق بأكمله، مما يُصعّب على الزوار فهم المكان المقسم بهذه الطريقة وكأنه متجرٌ واحد.
تمت إضافة عناصرٌ بنيّةٌ على مدى الطابق بأكمله وتوزيعها في المكان. فكانت بمثابة تلميحاتٍ تقود الزوار إلى وجهتهم من المدخل وحتى قلب المتجر، كما تُساعدهم على الربط بين الأقسام. وقد عبرّت الإضافات البنيّة عن كونها معالمٌ تحدد وتسهل الحركة والعرض في المتجر؛ إذ كانت أحياناً على شكل ألواحٍ طويلةٍ أو قنواتٍ مخصصةٍ ليتم العبور من خلالها، كما يمكن لها علاوةً على ذلك أن تتخذ عدة وظائف كدرابزين أو نقطةٍ تحدد انتهاء المجال البصري أو بوابات أو حتى رفوف.
إذ يُمكن لهذه العناصر أن تستجيب وظيفياً حسب الحاجة في المنطقة الصغيرة حول نقطة الجلوس حيث تظهر العناصر البنيّة. كما أنها تظهر حيث يتوجب تقديم الزائر إلى المكان، وفي الفراغات وعند نقاط الالتقاء بين المساحات المختلفة. وهكذا نجد أن تكدس العناصر البنية قد خلق انسيابيةً في الطابق والذي بدوره جعل من المكان يبدو كوحدةٍ واحدةٍ متكاملة، أو بالأحرى كمتجرٍ واحد.
وهكذا يطرح المشروع فكرةً ملفتةً بأنه ولتغيير شيءٍ كبير لابد من اتباع منهجيةٍ تٌغير العناصر الصغيرة والأجزاء المكوّنة، أو بمعنى آخر فإن الشيئ الكبير لن يتجدد بتغييره بالكامل وإنما بتغيير أجزاءه الصغيرة بالكامل.