بيوت إسكيمو القرن الواحد والعشرين

2

يكاد لا يغيب عن ذهن أحدٍ ما توصل إليه عصرنا الرقمي من تكنولوجيا وتطور دخل شتى مجالات العلم والحياة؛ فقد بات لكل شيء نسخة معاصرة تشابه الأصل في الوظيفة ولكن تختلف بالشكل والأسلوب.

فحتى بيوت الإسكيمو الجليدية، والتي اعتمد سكان القطب الشمالي الأصليون بناءها باستخدام المكعبات الجليدية البسيطة، قد ظهر لها مؤخراً نسخة عصرية حديثة، وذلك بتوقيع استديو RYRA التصميمي وفي منتجع بارين الخاص بالتزلج في بإيران.

حيث يتربّع هذا المنتجع على بعد رحلة 55 دقيقة بالسيارة عن العاصمة الإيرانية طهران وفي قلب منطقة جبليةٍ خلابة تبعد مسافة كيلومتر واحدٍ عن منتجع شيمشاخ، الذي يعتبر ثاني أكبر منتجع في إيران بعد منتجع ديزين.

ففي خريف عام 2008 بدأ استديو RYRA بالعمل على التصميمات الداخلية والخارجية “لمنتجع بارين للتزلج”، وبما أن المكان يتمتع بمناظر طبيعية مبهرة لم يكن أمام فريق التصميم إلا أن يجعلوا من مشروعهم هذا وسيلة إيضاحٍ تتحرى العلاقة الخفية ما بين العمارة والطبيعة.

إذ يهدف استديو RYRA من تصميم المنتجع الداخلي إلى إنتاج أفكار إبداعية جديدة توضّح العلاقة ما بين العمارة والطبيعة، ولكن دون تكرارٍ أعمى لنماذج محلية, أو نسخٍ لأساليب تاريخية مستوردة، فعلى كل منتَجٍ منطقيٍّ لأية عملية تصميم معمارية أن يكون حراً ومرناً ومستجيباً للقوى المحيطة.

وهنا تحديداً يبدو أن قوى الطبيعة قد تجلّت بمجملها بمناظر طبيعية مغطاة بالثلوج، تمثّل الميزة الرئيسة للإقليم إلى جانب الخطوط الجبلية الانسيابية التي تطوق وتحتضن المبنى.

وبالتطرق لمصدر الوحي والإلهام فقد تجسد وكما أشرنا آنفاً، بمنازل الإسكيمو التقليدية، التي مثّلت في وقتٍ من الأوقات ملجأً وملاذاً آمناً لسكان القطب الشمالي، الذين اعتمدوا فقط على المكعبات الجليدية للتوصل إلى تصميمهم الصلب الصامد في وجه درجات الحرارة المتدنية وغيرها من عناصر الطبيعة؛ ولكن هنا وعوضاً عن اعتماد هذا الشكل التقليدي، ارتأى فريق العمل تكديس طبقاتٍ طبوغرافية أفقياً بحيث يكون من شأنها المساعدة على التوصل إلى الشكل المقبب المطلوب.

كنتيجةٍ لذلك؛ شكّل هذا التصميم عمليةً مجازية اعتمدت على عناصر طبيعية وأخرى من صنع الإنسان كمصدر وحي للتوصل للشكل النهائي.

فكل ضرورات المشروع قد بدت واضحةً وظاهرة في الشكل الأساسي عن طريق دمج كل العناصر مع بعضها البعض على اختلاف أشكالها وألوانها، وذلك للتوصل لهذه المساحات النقية والمتكاملة التي جاءت أشبه بتغطية الثلوج لأراضي الإقليم الذي يتربع المشروع في أرضه.

إقرأ ايضًا