تركيبة ضوئية مباشرةً من قاموس راكبي الأمواج

1

لتحري ميزات جديدة ضمن مبنى عاديٍّ كان على طلاب كلية العمارة والتخطيط العمراني في جامعة ويسكونسن-ميلووكي فعل الكثير..

محمّلين بروح التحدي واكتشاف كل جديد، تمخّض عن أذهان هؤلاء الطلاب تركيبة “دبل أوفرهيد” الفريدة هذه، التي جاءت لتنير مقهى Roast Coffee Co في ميلووكي الأمريكية.

وإن بدأتم بالتساءل عن معنى اسم التركيبة وعلاقتها بجوهر مفهوم التصميم، إليكم مساعدتي؛ إن مصطلح Double Overhead هو مصطلح يُستخدم في مجال ركوب الأمواج، ويشير إلى الموجة التي يبلغ ارتفاعها ضعفي طول قامة راكب الأمواج، وفي ذكرٍ ليس بشديد التداول، تعني التركيبة فرصة من شأنها إغراء كافة أجيال راكبي الأمواج.

ومهما بلغت دقة المعنى تبقى التسمية على علاقةٍ بعالم البحار والأمواج وراكبيها، وكتركيبةٍ ضوئية في مقهى صغير في منطقة تعود للفترة ما بعد الصناعية في ميلووكي، يدّق اسمها جرساً في ذهن سامعيها يذّكر بشاطئ بحيرة ميشيغان.

أما عن تفاصيل التصميم، فتشكّل هذه التركيبة الضوئية وسيطاً بين النادل والزبون في المقهى، وبتصميمها البرامتري الدقيق نراها ترشّح الضوء مزودةً بنظام تتابعي إضافي لتستجيب إلى الديناميكيات المادية والتجريبية لطاولة الخدمة في مقهى Roast Coffee Co.

فقد تم تصميم عناصر “دبل أوفرهيد” حسب الطلب لتحجب المقاعد الحميمية في المقهى عن صخب وضجة طاولة الخدمة، حيث تنطلق طلبات القهوة لأصحابها وتدور الحوارات والأحاديث.

أما عن المواد التي صُنعت منها التركيبة، فقد استفاد المصممون من المزيج الجذاب للسمات الحديثة العائدة لفترة الخمسينيات من القرن العشرين وتلك اللمسات المنزلية المنتشرة في المقهى، حيث جاءت مواد التركيبة الديكورية لتعكس الروح القديمة المشذبة؛ إذ تم استخدام أنابيب فولاذية مستعادة لخلق الهيكل الداعم للكسوة المصنوعة بدورها من الخشب المعاد تدويره، بما في ذلك خشب البلوط المستحضر من كنيسة يعود تاريخها لمئة وخمسين عاماً، وخشب الصنوبر المجلوب من مزرعةٍ قديمة تعود لمئة عام.

وباستيحائها من حركة المياه تتعاقب أنواع الخشب في نموذجٍ نافر/غائر، لتأتي قطعٌ شفافة وتتماشى مع الأخشاب. أما للتوصل للتأثيرات الضوئية المتنوعة فهناك قصة أخرى؛ حيث تتضاءل الأجزاء المتوهجة حيث يكون من المطلوب إيجاد أجواء هادئة، في حين تتضخم وتتزايد حيث يكون من المطلوب ضخ المزيد من الضوء.

وللاستجابة لديناميكيات طاولة الخدمة نجد أن التركيبة تتضخم وتتراكب حول نقاط التبادل المحورية بين النادل والزبائن، في الوقت الذي تنير فيه المواد الشفافة المتشابكة مناطق المهمات الخاصة بالزبائن.

وهكذا تغيّر الشرائط الموجهة والملونة نوعية الإنارة حسب الوظيفة والأجواء، حيث يمكن لكافة زوار المقهى ملاحظة ذلك اللمعان الذي تتمتع به التركيبة من الأسفل، هذا عدا عن حركتها المتموجة المشابهة تماماً لحركة البخار المنبعث من ماكينة الإسبريسو المجاورة…

إقرأ ايضًا