أقل ما يمكن لعرض أحذيةٍ بهذه الجودة

8

تم افتتاح آخر أعمال المصمم الفرنسي الشهير Christian Louboutin في ميامي بتوقيع شركة 212box، وهو محل أحذيةٍ راقٍ وعصري استقطب أنظار النساء في ميامي وأنساهم بقية المحلات. ويذكر Louboutin بتواضع، أن الفضل في تلقي تصميمه هذه الأصداء ليس لبراعة عمله بقدر كونه مرتبطاً بجواره الفخم والذوق الراقي لزبائنه، موضحاً أن نهم النساء للأحذية الفخمة يتطلب تصميماً فخماً قد يتجاز المعقول أحياناً، فكان أن صمم لهن صالوناً راقياً تتوزع في جنباته صناديق أشبه بصناديق المجوهرات لتضم الأحذية وكأنها تحفٌ فنية.

كما ينوه Louboutin بأن قرار إقدامه على افتتاح محلٍ جديد ليس بالأمر السهل، ولكن لزبائنه فضلاً في تشجيعه، إذ يذكر قائلاً: أنت لن تحصل على دعمٍ كهذا من الأوربيين… وإنما الأمريكيين يأتون حقيقةً إلى مكتبي في باريس ليلتقون بي، وأغلبهم من ميامي.

كما يذكر بأن مجال التصميم يزيد من متانة علاقته بالناس وبروّاد مجالات الأعمال، فعلى سبيل المثال، كان Craig Robins رئيس شركة DACRA ومديرها التنفيذي، والذي عمل على تطوير المنطقة المجاورة للمحل قد ذكر بأنه على “اتصالٍ دائمٍ” بـ Louboutin.

ونفس الشيء يمكن قوله فيما يخص علاقة Louboutin بالشركة المعمارية 212box. فعندما قابل مديرها المعماري Eric Clough عام 2003 لم يكن قد بدأ بعد بتصاميمه الشهيرة في مجال محلات الأحذية. ولكن بتقديم الدعم له من صديقه Diane von Furstenberg، وهو أحد عملاء شركة 212box، قام Louboutin بتصميم أول أعماله في هذا المجال في نيويورك ، ليتبعها بعد ذلك 17 محلاً شبيهاً في دالاس وشيكاغو وهونغ كونغ وبعضها ما زال قيد الإنجاز.

ونلمح في تصاميم Louboutin في باريس ونيويورك خطوطاً عريضة واحدة، إذ تغطي الجدران بأكملها فجواتٌ على شكل أقواسٍ صغيرة، لتقبع الأحذية وكأنها طيورٌ صغيرةٌ داخلها. وتعكس السجادة بلونها الفاقع لون نعل الأحذية الشهير “الأحمر الفاقع”. بالإضافة لتميز محل نيويورك –كونه يقع في زاوية- بأن قامت شركة 212box بحفر الفجوات في جدرانه بقطوعٍ ليزرية يمكن لها أن تستمر حتى نوافذ المحل أيضاً. كما عمل الفريق على تغطية الأعمدة الداخلية الكبيرة بالمرايا لتبدو المساحات أوسع وأعمق وتساعد الزبائن في رؤية اختياراتهم.

ومع ذلك حاول Louboutin أن يفعم تصميمه في ميامي بفخامةٍ أكبر، إذ حسب تعبيره: “قلما يمشي الناس في ميامي في الشوارع”، فكان أن ضم المحل أفخم الأحذية وأكثرها حساسية، وبذلك استطاع Louboutin أن يقدم أحد أكثر تصاميمه رقةً وألواناً .

وقد يصدم البعض بواجهة المحل الغريبة رغم جمالها، إلا أن فيها لمسةً من تصاميم الأحذية بالقوس الفولاذي الكبير الذي يبدو أسفله احمراً قانياً، ثم تبرز بعض الأقواس الزهرية من قلب الحجر على الواجهة لتبدو أشبه بالزينة والاكسسوار للتصميم.

ويعلق Louboutin على طبيعة المكان بأن: ميامي تملك طبيعتها الجميلة وتحيطها بالمناظر المورقة الخضراء، ولكن القليل جداً من الأشجار في المدينة نفسها. وأحب أن أضيف إليها القليل من “الطبيعة المنسقة”.

وبإبقائنا المسك للختام، نلفت انتباهم لمعلومةٍ مثيرةٍ للاهتمام، إذ قام Louboutin برحلةٍ فريدةٍ من نوعها مع Clough و Robins إلى البساتين والحقول، وهنا طبعاً قد يتساءل البعض عن علاقة الخبر برحلة الحقول والبساتين، إلا أنها لم تكن رحلةً استجماميةً على الإطلاق، بل وعلى العكس، رحلة عمل، فقد كان الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو الحصول على بعض الأشجار الجميلة لتزيين واجهة المحل! فدون أي شك، تصميم بهذه الروعة استحق العناء.

إقرأ ايضًا