إعادة إحياء منزل قرويٍّ في فرنسا

4

بعد مضي أكثر من سنة في البحث عن موقعٍ مناسبٍ لبناء منزلٍ معاصر دون جدوى، وقع اختيار زبوننا لليوم على أحد البيوت القديمة في قرية سانت هيلير دو روزي الفرنسية، إلا أن ذلك المنزل كان بحالةٍ يُرثى لها احتاجت فريقاً اختصاصياً ليلم شعث أجزائه ويصلح الموقف ما أمكن.

ولم يكن هناك أقدر من فريق L’AutreFabrique على تولي المهمة، إذ حاول الاستفادة من وقوع المنزل في وسط القرية على طول الطريق السريع الذي يربط غرونوبل مع فالينس، إلى جانب تفعيل الحديقة الهادئة خلف المنزل المؤلف من ثلاثة طوابق، فقد كان الهدف الرئيسي من المشروع خلق مساحةٍ قادرةٍ على التخفيف من فوضى الغرف القديمة بحيث تكون مفتوحة على الحديقة الخلفية بشكلٍ كامل على أمل الاستفادة من ضوء الشمس وغياب ضوضاء الشارع.

وهكذا أعيد تشكيل النهاية الخلفية من جديد، وتم هدم الملحقات التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1940 لجعلها تتلاءم مع المنازل المجاورة، دون إغفال رغبة الزبون بإضفاء لمسة عصرية على التصميم، الأمر الذي يظهر جلياً بالنظر إلى الأطر الخشبية الجديدة والنوافذ الكبيرة في الواجهة، والتي جاءت كإيماءةٍ إلى مخازن تجفيف التبغ والجوز في هذه المنطقة من جنوب إيزير.

كما وركز فريق L’AutreFabrique على إضفاء بعض الخصوصية أيضاً وهي ما يميز المنازل العصرية عن غيرها من المنازل التقليدية، حيث تم حجب المنصة الخشبية الكبيرة الممتدة من غرفة المعيشة إلى الخارج عن أعين الجيران على اليسار وعن زريبة الخنازير القديمة على اليمين، والتي أصبحت اليوم مخزناً يعلوه تراسٌ آخر يمكن الوصول إليه من غرفة النوم الرئيسية بكل سهولة والاستمتاع بمشهد غروب الشمس.

ونأتي على داخل المنزل، فقد تم تنظيمه حول ردهة كبيرة محاطة بسلمٍ ذي درجاتٍ ناتئة مصنوعة من الفولاذ المصقول، والذي تعمد فريق العمل الإبقاء عليه في حالته الخام، أما في الطابق الأرضي فنلاحظ بأن مساحة المعيشة مفتوحة تماماً كما المطبخ ذي الارتفاع المزدوج والذي يمتد على طول واجهة المنزل، حيث يضم هذا المطبخ حوضاً لغسل الأطباق يخدم في الوقت نفسه كحاجزٍ، بينما تتسع منطقة الطبخ بفضل الخزائن الخشبية حتى تندمج بكل سلاسة مع منطقة الغسيل.

من جهة أخرى وإلى الأعلى من المنزل يسترعينا وجود شرفةٍ مطلة على الردهة المركزية والتي تصل بنا إلى غرفة النوم، كما ونلاحظ أنه قد تم الحفاظ على الأرضية الخشبية القديمة في هذه البقعة، ناهيك عن تصميم حمامٍ واحدٍ فقط -بناءً على طلب الزبون- يمكن الوصول إليه مباشرةً من غرفة النوم الرئيسية وغرفة تبديل الملابس ومن غرفة الضيوف أيضاً، أما العليّة فقد تم تجهيزها ليستمر العمل فيها في وقتٍ لاحق.

وأخيراً تم اختيار الطلاء والأرضيات على نحوٍ ينسجم مع السياق العام، فمن التشطيبات السوداء الملساء في دورة مياه الضيوف إلى ألوان الشوكولا والألوان الرملية في مساحات المعيشة وصولاً إلى السقف الوردي في الطابق العلوي، ولا ننسى إجراءات التدفئة والعزل التي تضم فيما تضم نوافذ خشبية مصنوعة من خشب اللاركس بأبعادٍ تبلغ 4×16×4، ليتم عزل الجدران الخارجية ومساحة السقف بالإضافة إلى أرضية الطابق الأرضي بدعمٍ من مضخة حرارية تعمل على الهواء.

إقرأ ايضًا