مفهوم الأضلاع الخشبية في مكتبة فينسلا في النرويج

14

أضلاعٌ خشبيةٌ ضخمة تنثني حول جدران وأسقف هذه المكتبة المميزة في النرويج… إنه تصميمٌ حذق بتوقيع معماريي Helen & Hard Architects حيث الخشب يطوق كل شيء؛ ابتدءاً من المقاعد مروراً برفوف الكتب وانتهاءً بتجهيزات الإنارة.

يؤطّر 27 ضلعٍ مصقول هيكل القاعة مزدوجة الارتفاع، التي تمتد على طول مكتبة ومركز فينسلا الثقافي. وتشكّل الأعمدة والعوارض الخشبية المصقولة البنية الأساسية لكل ضلع؛ بينما تنحشر ممرات التكييف الهوائي بين تجهيزات الإنارة والصناديق الخشبية المعاكسة التي تطوّقها.

وبينما تلتف الأعمدة لتلتقي في كل طابق، تقدم الحجرات المبطّنة بالوسائد مساحات دراسة معزولة يمكن لزوار المكتبة اللجوء إليها للحصول على الوقت الخاص والوصول لحالة التركيز القصوى التي يبتغونها.

وعلى الرغم من وجود أبنيةٍ بجوار المكتبة من كلا الجانبين، يستمر الضوء الطبيعي بالتغلغل إلى مساحاتها الداخلية عبر الواجهات المزججة المكشوفة في الجهة الأمامية والمظللة بشكلٍ مناسب خلف ألواح الخشب الموجودة في الخلف.

أما في الداخل فتؤدي الأدراج بمستخدمي المكتبة إلى طابق القبو، حيث المكاتب وغرف الصفوف ومجموعة التاريخ المحلي.

وإن أردتم الاطلاع على بعض ما ورد عن لسان مصممي Helen & Hard فإليكم التالي:

تتضمن المكتبة الجديدة في فينسلا مكتبةً ومقهى إلى جانب مساحاتٍ للقاء والتجمع ومناطق إدارية. ولدعم فكرة إيجاد مساحة عامة مرحّبة، تم جمع كافة الوظائف العامة الأساسية في مساحةٍ فسيحةٍ واحدة تسمح للبنية مع المفروشات والتقابلات الفراغية المتعددة بأن تكون مرئية تماماً في المساحة الداخلية ومن الخارج أيضاً. كما يجلب ممرٌ مدمج حياة المدينة للداخل عبر المبنى.

علاوةً على ذلك تطلبت الخطة من المبنى الجديد أن يكون مفتوحاً وسهل الوصول من ساحة المدينة الأساسية، رابطاً بذلك النسيج العمراني الموجود أصلاً.

تم التوصل إلى ذلك باستخدام واجهةٍ زجاجية كبيرة ولوجيا عمرانية تؤمن منطقة جلوس خارجية محمية.

لقد طوّرنا في هذا المشروع مفهوم الأضلاع لخلق بنى هجينة قابلة للاستخدام، تجمع الإنشاء الخشبي بكافة المعدات الفنية والمساحة الداخلية.

تتألف المكتبة برمّتها من 27 ضلعاً مصنوعاً من الخشب المصقول مسبق الصنع ومن ألواح الخشب المعاكس المقطوع بتقنية CNC.

وقد أملت هذه الأضلاع هندسة سقف المشروع، بالإضافة إلى التوجه المتماوج في المساحة الفسيحة المفتوحة ومناطق الدراسة الشخصية المتوضعة على طول المحيط.

يتألف كل ضلعٍ من عارضة خشبية مصقولة وعمود، بالإضافة إلى عوازل صوتية تتضمن ممرات التكييف الهوائي وألواح الزجاج المنحنية التي تخدم كأغطية لتجهيزات الإنارة وكإشارات وحجرات قراءة مدمجة ورفوف.

يتم توليد الأشكال المتبدلة للأضلاع تدريجياً عبر التكيف مع مبنيين مجاورين وعبر النوعية الفراغية والمتطلبات الوظيفية أيضاً للأجزاء الأربعة من المكتبة.

حيث تم تشكيل كل واجهة من الواجهتين وفقاً لمتطلبات الموقع المحددة. ففي المدخل الرئيس تشكل الأضلاع منطقة اللوجيا التي تمد عرض الساحة بأكملها.

وفي الجهة الجنوبية الغربية يتبع المبنى خطوط الموقع الطبيعي، حيث ينطوي المبنى نحو الأسفل متجهاً بجهة الشارع وفقاً لخطة التصميم الداخلي ومتطلبات الارتفاع المسموح.

في هذه الجهة تم تجهيز الواجهة بمصدات شمسية شاقولية ثابتة، من شأنها جمع المبنى في كتلةٍ واحدة، الأمر الذي يُظهره بوضوح بين المبنيين المجاورين الموجودين أصلاً.

كانت هناك نيةٌ أساسية في تقليل استهلاك الطاقة في المباني الثلاثة عبر مفهوم الحشوة واستخدام حلول توفير الطاقة بأعلى المعايير في كافة الأجزاء الجديدة. كما هدفنا لمضاعفة استخدام الخشب في المبنى؛ حيث تم استخدام ما يزيد عن 450 م3 من خشب الغلولام في عملية الإنشاء وحدها.

وبفضل التعايش ما بين البنية والبنية التحتية الفنية والمفروشات والمساحات الداخلية في عنصر معماريٍّ واحد، تم التوصل إلى هويةٍ فراغية قوية تلاقي نية العميل الأصلية في إظهار مركز المدينة الثقافي وإبرازه.

يُذكر ختاماً أن مساحة المشروع قد بلغت 1983 متراً مربعاً أُنجزت بمنتهى البراعة بأنامل فريق Helen & Hard المعماري.

إقرأ ايضًا