غرفة مطاطية بتصميمٍ خاص بالمراهقين

5

يستحق منا المراهقون مساحةً خاصةً بهم لممارسة هواية التصوير ربما أو مشاهدة التلفاز أو سماع الموسيقى أو حتى مجرد الاسترخاء، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية قام المعماري الفرنسي Mathieu Lehanneur بالكشف عن غرفته المطاطية في مركز جورج بومبيدو الثقافي والمتحف الشهير في وسط باريس تحت اسم استوديو 13/16 في الحادي عشر من شهر أيلول الجاري.

حيث تستقبل هذه الغرفة المراهقين حصراً والتي رأى فيها Mathieu Lehanneur حلاً وظيفياً وغير رسمي يعتمد بالأساس على رغبةٍ قديمة بخلق مكانٍ يشبه إلى حدٍ ما الاستوديو التلفزيوني أو السينمائي أو حتى الموسيقي، لقد أراد Lehanneur أن يقدم مكاناً للمراهقين تطغى عليه تفاصيل المواقع الاحترافية وبعيد كل البعد عن إعادة تجديد الأنماط الشبابية الافتراضية.

إذ يخبرنا Lehanneur بنفسه قائلاً “لقد احتفظت بهذه الرغبة منذ كنت في سن المراهقة فلطالما رغبت أن تتلوى جميع الأشياء والأماكن أمامي، ولطالما كنت معجباً بفكرة جعل العالم أكثر مرونة وقدرة على الاندماج، وبرأيي فإن ما ينطبق على أي بلدة أو على الملابس ينطبق تماماً على المتاحف.”

أما هذه الغرفة فقد جاءت بوحيٍ من تصميمه لمختبر David Edwards في عام 2009 الذي يشبه إلى حدٍ ما غرفة الأوزان الفكرية، حيث قام Lehanneur بتطبيق الأسلوب نفسه ولكن بعشرة أضعاف الحجم لتصل مساحة هذه الغرفة إلى 210 م2، والتي تندمج فيها احتياجات المستخدم الوظيفية والمادية مع احتياجاتهم النفسية.

فمن ناحيةٍ بصرية وعملية يمكننا القول بأن استوديو 13/16 هو مكانٌ غاية في المرونة حيث كل شيءٍ فيه يبدو وكأنه يتحرك أو على وشك التحرك، كما وقد تم إقحام شبكة سوداء عملاقة في السقف وتضم هذه الشبكة كافة تجهيزات الإضاءة والصوت، بينما يخيم على الغرفة جسرٌ من المنحنيات والتقلبات والحلقات حيث تشبه هذه الأشكال إلى حدٍ كبير أفعوانية مقلوبة، ولا ننسى الصفائح المعدنية المثقبة المتحركة والتي تم دمجها وتقنيات DVD و Hifi وغيرها التي تكمل بدورها التفاصيل التي تخيم عادةً على أجواء ما وراء الكواليس.

ويكمن السحر في هذه الغرفة بحركتها الدائمة وقدرتها على تأمين مكانٍ رسمي ووظيفي للجلوس فيه، فمنذ لحظة الدخول سيشهد المراهقون العزيزون راحةً غريبة في التصميم الذي يبدو أشبه بمعجون الأسنان الخارج من الأنبوب عادةً، حيث تفسح هذه الأسطح المجال لتشكيل أية وضعية ممكنة والتي لا تشبه أياً من الكراسي والمقاعد التقليدية، فما لدينا هنا أشبه بمنظرٍ طبيعي أو بحر… إنها مساحةٌ مفتوحة بالكامل.

من جهةٍ أخرى تضم هذه الغرفة كبقية وحدات وسائل الإعلام كاميراتٍ للمراقبة بغرض مراقبة المراهقين الوافدين إلى مركز بومبيدو، كما وتضم معدات فيديو وأجهزة iPod التي تتصل ونظام الصوت الليزري حيث يمكن لمجموعات المراهقين الاستماع إلى الموسيقى الخاصة بهم دون أن يسمع الآخرون الجالسون بقربهم.

أما ولإحباط محاولات المراهقين لتخريب هذه التجهيزات كالأضواء الليزرية وأجهزة الفيديو فإن كاميرا المراقبة العملاقة سوف تلتقطهم على الفور وعنه يعلق Mathieu Lehanneur بقوله ممازحاً “لا أريد التكهن مسبقاً في الطريقة التي سوف يتصرف بها هؤلاء المراهقون في هذا المكان، ولكنني أود أن يتسللوا إلى هنا بشكلٍ طبيعي من الساحة والاستمتاع بالدردشة والتسلية أو حتى النوم، وأخيراً أريد لاستوديو 13/16 أن ينجح في الوقت الذي فشلت فيه المدارس الثانوية في مجال الإبداع والإبتكار.”

إقرأ ايضًا