ثقافة النبيذ في مطعم

6

ارتأى القائمون على إدارة مارينا سكوير؛ مقاطعة سنغافورة التجارية المركزية، تحديث مفهوم ثقافة النبيذ والطعام في سنغافورة، وقاموا بتكليف استوديو SKLIM لاستغلال المساحة الواقعة (137 م2) بين اثنين من المباني الصناعية وتحويلها إلى مطعم لتقديم المأكولات الفرنسية والإيطالية، إلى جانب قبو للنبيذ أطلق عليه فيما بعد اسم Tastings Room أو “غرفة التذوق”.

بدوره شرع الاستوديو بتقسيم المساحة إلى ثلاثة أقسام هي Wine و Bistrوقسم آخر مشترك بين الاثنين، واختار في سبيل ذلك شكل U كونه الشكل الأكثر مرونة فيما يتعلق بالوظائف المشتركة والممرات الرئيسة ونقاط الدخول والخروج، وجعل من الحانة المركزية تقع بثبات في منتصف المساحة لتكون قادرة على تلبية احتياجات قسمي المطعم، فضلاً عن توفير نقطة بيع.

مستوحاة من الشكل الخارجي لزجاجة النبيذ العتيقة والسلال الغامقة التي تحملها، تم تنفيذ الكسوة الخارجية لأقسام المطعم على شكل سلسلة من الألواح السوداء، في الوقت الذي تم فيه استيحاء المساحات الداخلية من النكهات “المخفية” في النبيذ.

أما “خزانة النبيذ” وهي عبارة عن خزانة تضم زجاجات نبيذ قديمة وجديدة جنباً إلى جنب مع ملحقاتها مثل الأواني والكؤوس، فقد تم استيحاؤها من خزانة عرض التحف التي كانت تستخدمها الطبقة الأرستقراطية في أوروبا في عصر النهضة، حيث كانت تلك الطبقة تجمع عينات مثيرة للاهتمام من التاريخ الطبيعي والبيولوجي والجيولوجي فضلاً عن الأعمال الفنية في غرفة أطلق عليها فيما بعد اسم “خزانة عرض التحف”، وسيشجع رصف الزجاجات على أرفف هذه الخزانة على تسهيل المقارنة والتجريب وأخذ عينات من النبيذ.

ومن الملفت حيال هذا المطعم/الحانة وجود مساحة مشتركة ما بين القسمين المتماثلين تم تطويقها بالزجاج، من جهة بيضاء ومن جهة سوداء، مما وفر شيئاً من التوازن لتجربة الطعام الأوروبية هذه.

عدا عن هذه المساحة، قام استوديو SKLIM بإحداث مجموعة من الفتحات في جدارن المساحة المعتمة لتكشف للزوار الجدد عما يجري في الداخل، حيث تخدم هذه الفتحات بمثابة مقبلات مكانية -إن صح التعبير- كما هو حال النبيذ؛ فهو شراب يتناول قبل الطعام لفتح الشهية، ورشفة واحدة فقط تكفي، فليس من الضروري أن تسرف في الشرب لتستمتع بطعم النبيذ.

إقرأ ايضًا