نُزل فندقي في صقلية من 12 عقار وحديقة

5

لا مانع لدي أن أنام نومة أهل الكهف إن كانت جميع الكهوف على هذه الشاكلة…

إذ فقط في مدينة موديكا في صقلية الإيطالية ستحظى بمثل هذه الأجواء… كهفٌ مزين بأجمل المفروشات فيه ستة أجنحة تمت هندستها بأنامل المعماري ماركو غوينتا وفيفيانا حداد، اللذين حولا إثني عشر منزل صغير وفناء إلى ما سُمي في النهاية نُزل “كازا تاليا”، وذلك باستخدام مواد بناء بسيطة كالبلاط المزخرف والأحجار التي تم تطبيقها على الجدران والأرضية المحسّنة داخل كل غرفة.

أما عن الأسقف فقد تمت تغطيتها بالخيزران، كما تم تزيين كل غرفة بمجموعةٍ من المفروشات المستصلحة والمصنّعة خصيصاً لهذا المشروع.

وفيمايلي مقابلة خاصة مع المعماريين المسؤولين عن المشروع:

*ما الذي ألهمكما بترك ميلانو وافتتاح فندق في صقلية؟

لقد نظمت أنا وزوجتي مرةً من المرات ورشة عمل معمارية في توسكاني، وفكرنا حينها بأمور الضيافة والطعام، وعندها شعرنا بمدى جمال وروعة البقاء خارج المدن الكبيرة، وبعدها في عام 2001 أتينا إلى صقلية لقضاء عطلة الصيف، وبالصدفة قدمنا إلى موديكا حيث قضينا 15 يوماً هناك ونسينا كل شيء آخر، لقد انبهرنا تماماً بالمدينة ووقعنا في حب المدينة.

إن أبي من صقلية، من شمال الجزيرة، لذا عندما وصلت إليها شعرت بارتباط حقيقي بها، وبعدها بدأنا أنا وزوجتي بشراء غرفة واحدة فقط، وفي كل مرة كنا نعود فيها في زيارة كنا نبتاع شيئاً آخر، وبعد ثمانية أشهر كنا قد ابتعنا إثني عشر عقاراً مختلفاً، تم تصميم كل واحد منها ليتم استخدامها من قِبل عائلة واحدة.

لقد جددنا كافة العقارات وحولناها إلى عقار واحد ترتبط فيه كافة المناطق بحديقة واحدة، فهو أشبه بدائرة… تخيل معي منزل في دائرة تتوضع في مركزه حديقة.

لكن من الخارج مايزال المكان يبدو كما كان، فقد قمنا فقط بإصلاح الحائط الأصلي والمساحات الداخلية.

وخلال عمليات الإصلاح استخدمنا فقط المواد الطبيعية والمحلية، ففي التراسات يمكنك أن تجد مزيجاً من البلاطات الطبيعية والمزخرفة… شيءٌ لا يمكنك أن تجده في أي مكان آخر.

بالنسبة للغرف فهي بسيطة وأنيقة، لكنها ليست مليئة بالأشياء، بل فيها مزيج من القديم والحديث، فبعض المفروشات تمت صناعتها خصيصاً لنا، في حين قمنا بتجديد البعض الآخر.

وكل غرفة من الغرف مستوحاة من بلد مطل على البحر المتوسط، لذا لا تشبه أياً من الغرف بعضها الآخر، كل واحدة خاصة ومميزة، أما عن الغرف الكبيرة فتلك أغلى ثمناً لأنها من طابقين وفيها تراس خاص وشرفة، لكن كافة الغرف فيها تكييف هوائي وحمام ومكان للاستحمام وإطلالة جميلة.

*إذاً أنت وزوجتك كلاكما معماريان؟

أنا حاصل على إجازة في العمارة، لكن عملي الآن هو عرض تصاميم منتجات ومفروشات، أما زوجتي فتعمل كمعمارية واختصاصية في التجديد، لذا كان “كازا تاليا” بالنسبة لها مكاناً رائعاً لإظهار مواهبها.

*تقوم فلسفتك على “العيش البطيء”، أيمكنك أن تخبرنا قليلاً عنها.

نحن نريد أن يأتي الناس إلى “كازا تاليا” ويأخذوا وقتهم في الاستمتاع بالمناظر والهواء والاسترخاء، فنحن نعيش في منطقة للمشاة في جزء من المدينة لا يأتي إليه إلا القليل من الناس، ومع ذلك فهو قريبٌ جداً من الشارع الرئيس.

أما معنى العيش البطيء فهو أن تنسى هاتفك وفقط تستمتع بشرب كأسٍ من النبيذ والتفرّج على الإطلالة، فالإطلالة هنا خلابة… إنها أشبه بلوحة فنية، حيث يمكنك أن ترى الكثدرائية والقسم القديم من المدينة بأبنيتها باروكية الطراز… إنه حقاً لأمر رائع أن تجلس تحت ظل شجرة الزيتون وتستمتع بقراءة كتاب والاسترخاء والتسكع في الحديقة.

إقرأ ايضًا