تقاليد الطبخ الصينية في قالب عصري..ولكن في سنغافورة!

2

يقع مطعم Jing الصيني العصري في مبنى One Fullerton في بوابة مركز مدينة سنغافورة، وتحيط به مجموعة من صروح المدينة المهيبة مثل The Merlion ومسارح Esplanade Theaters و Singapore Flyer ومنتجع Sands Integrated Resort الذي سيُفتتح قريباً على خلفية خليج مارينا الشهير كموطن لحلبات الفورميلا 1 في سنغافورة، إنه بالفعل موقعٌ مميز يؤمن فرصة الاستمتاع بأحداث المدينة التي لا تهدأ.

ويقبع المطعم الفريد من نوعه في المنطقة على مساحة 3400 قدم تربيعي مع إطلالةٍ ساحرة على الجهة الجنوبية الشرقية لخليج مارينا، في حين عمد مصممو Antonio Eraso وهي الجهة المسؤولة عن تصميم المشروع، إلى تقسيم هذه المساحة إلى قسمين؛ المنطقة الأولى بمساحة 1000 قدم تربيعي تشغل المنطقة الخلفية من المكان وتضم المطبخ وغرفة العاملين ومكتب المدير، أما المنطقة الثانية وبمساحة 2400 قدم تربيعي فتشغل المنطقة الرئيسية من مطعم Jing، وهي القاعة الرئيسية وغرفتي طعام خاصتين ودورة للمياه.

وبالحديث عن تصميم المطبخ، يمكننا القول بأنه يحاكي طرق طبخ الطعام الصينية التقليدية، ولكن في نفس الوقت يحافظ على روح التناغم بينه وبين بقية أجزاء المطعم العصرية، على الرغم من أنه مغلقٌ وبعيدٌ عن قاعة الطعام التي أرادها المصممون واضحة كل الوضوح، وساعد على إكسابها هذه الصفة العديد من الخطوط تحت المنصة الملونة المحايدة التي تخدم كأرضية لإكسسوارات المطعم والمفروشات والسقف الذهبي.

حيث تم تقسيم منطقة الطعام إلى قاعةٍ رئيسيةٍ واحدة وغرفتين خاصتين، بالإضافة إلى قبو مخصص لتخزين ما يقارب 700 زجاجة نبيذ، وبالحديث أكثر عن الغرفتين الخاصتين، كونهما يعتبران جزءاً هاماً في تجسيد ثقافة الأكل الصينية، فقد تم تصميم كل غرفةٍ لتستوعب من 10 إلى 12 شخص، أو يمكن أن يتم حجز كلا الغرفتين لتستوعب مجموعة من 20 شخصاً، أما القاعة الرئيسية، فيمكن أن تتسع لحوالي 68 شخص ويمكن أن يصل الرقم النهائي إلى 88 وهو رقم الحظ وفقاً للإعتقادات الصينية.

أما بالانتقال إلى التقنيات التي لجأ إليها مصممو Jing لحل مشاكل التهوية الميكانيكية ونظام تكييف الهواء، فقد تمّ ابتكار جيبين على محيط القاعة الرئيسية، يضمان التجهيزات والأنابيب، كما وقد تطلبت هذه التقنية أن تشغل حتى السقف المرتفع من عدّة نقاط، الأمر الذي أدى إلى التركيب الهندسي الواضح الذي نراه بالنظر إلى السقف، ولكن وعلى الرغم من أن شكل السقف جاء لحل مشكلةٍ تقنيةٍ، بات في نفس الوقت يضيف مشهداً دراماتيكياً مؤثراً على داخل المكان عند زيارته.

ومازلنا في السقف، فإن الألواح الجانبية التي تحيط به تُعتبر كمصدر مستمر للضوء وتؤمن إضاءة مميزة للقاعة الرئيسية بالإضافة إلى العديد من الظلال الذهبية المهيبة، حيث يقدّم هذا الحل إمكانية زيادة مفهوم الوضوح الذي يطغى على القاعة من خلال تحرير السقف من مصادر الإضاءة والذي يبدو أمراً غريباً وخارجاً عن المألوف، ويتعارض في الوقت نفسه وهندسة السقف المراوغة في الأعلى.

بينما قام فريق العمل في Antonio Eraso بفرش كامل أرضية المطعم ببلاطٍ حجري أحمر وبنفس نوعية القماش أيضاً، أما الألواح الضوئية فقد تم إكساؤها باستخدام ورق الأرز، في حين تمّت إضاءتها بأضواء LED البيضاء الغنية، ولا ننسى السقف الذي تمّ بناؤه باستخدام الألواح الذهبية السيليكية المثقبة بحذر ودقة، ومن ثمّ تمت تغطيتها بألياف سمعية وصوتية بهدف التخفيف من الضجة في الليالي التي يزدحم فيها المطعم.

وأخيراً نصل إلى المفروشات الأنيقة التي تحاكي المفروشات الصينية في فترة الخمسنيات، فقد تمّ تلبيس الكراسي والكنبات القابعة على الأرضية الحمراء بقماش المخمل المترف، بينما تمت إضافة بعض اللمسات الخشبية على الطاولات وأرجل الكراسي، في حين ترافق زائري Jing سجادة طويلة محبوكة يدوياً من المدخل وحتى وصولهم إلى طاولاتهم.

إقرأ ايضًا