على الحافة الجنوبية من ساحة المدينة الجديدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، تقع مكتبة Sammamish الجديدة على أكثر من عشرين ألف قدم، ويتميز تصميم هذه المكتبة باستغلاله للساحة العمرانية حتى آخر قطرة، فقد قام فريق العمل في شركة بيركنز آند ويل المعمارية برصف واجهة غرفة الاجتماع والحانة بالإضافة للمنطقة الخاصة بالمراهقين المطلة مباشرة على هذه الساحة بواجهةٍ مزججة بالكامل.
أما غرفة القراءة الرئيسة في المكتبة فتعج بدورها بالملاقف والنوافذ الزجاجية الشفافة، مما ساهم في خلق مساحة مرحبة ودافئة في الوقت نفسه، حيث تؤدي مساحة القراءة المركزية إلى غرفة أخرى للقراءة لا تشبه أياً من غرف القراءة التي شاهدتها من قبل، حيث تتجه هذه الغرفة على الحافة الجنوبية مباشرةً وتحظى بإطلالة ساحرة على محمية Sammamish الطبيعية واستاد الألعاب الأولومبية وعلى سياتل من ورائه.
وليس هذا كل شيء، فقد تم اقتطاع إحدى جدران الغرفة الإسمنتية بموقدٍ زجاجيٍّ كبير للنار، مما أضفى شعوراً بالحميمية، ناهيك عن جلب الأنظار باتجاه الغرب، كما وتم غمر المكتبة بالكامل بالعديد من العناصر المكتسية بالخشب، ابتداءً من ردهة الدخول ليستمر المشهد في كافة أرجاء المساحة، وصولاً إلى غرفة الاجتماعات وأعمدة المساحة المركزية.
من جهةٍ أخرى تطل منطقة الأطفال على المرج الجديد في جهة الشرق، وتبدأ هذه المنطقة بممرٍ انعكاسي لتكشف بعدئذٍ عن مجموعة من النباتات المحلية وبستان من أشجار البتولا، وهنا تسترعينا براعة فريق العمل في الاستفادة من أبعاد المبنى ورغبتهم في خلق مبنى طويل يحيط بساحة المدينة من الغرب إلى الشرق.
وقد فسح توجه المبنى هذا بأن يحتل مدخل العامة ومدخل طاقم العمل، فضلاً عن مساحة المرآب المحدودة المنطقة الواقعة بين واجهة المبنى الجنوبية وأراضي الموقع، ناهيك عن الحفاظ على المساحات المفتوحة على الجانبين الغربي والشرقي من المبنى.
ويسترعينا هنا المبنى على شكل حرف L الذي يحتوي على منطقة الموظفين والأطفال، حيث يقوم هذا المبنى بتأطير الجانب الجنوبي والشرقي من الموقع، كما وقد تم إكساء هذا العنصر الكامد بنظامٍ فريد من الألواح المسننة من Trespa لدرء المطر، في الوقت الذي يعلوه سقف أخضر مزروع بنبات السيدوم بطريقة هندسية فريدة للغاية في محاولةٍ لربط المشهد والمخطط الأفقي للموقع.
أما النوافذ فقد تم تصميمها بالحد الأدنى مع اثنين من الاستثناءات، في منطقة المدخل ومنطقة الأطفال، حيث تم غمر الأخيرة بالعديد من النوافذ لربط الزوار الصغار والموقع، ويحضرنا هنا الممارسات المستدامة التي تم إيلاؤها أهمية قصوى في تطوير البناء والموقع، فقد تمت تنحية مرآب السيارات تحت المبنى، على سبيل المثال، بغض النظر عن المصعد المعد لنقل الزوار إلى المكتبة.
ولا يمكننا أن ننسى سقف المكتبة المنخفض، فقد تم إكساؤه بالخضرة وفي سبيل ذلك تم اختيار النباتات المحلية التي قلما تحتاج إلى رعاية أو سقاية لخفض الماء المتدفق عادةً من الأسقف، أما الماء المتسلل من منطقة المرآب فسوف يتم استغلاله في سقاية الحديقة، وأخيراً وليس آخراً تم إكساء المكتبة الجديدة بكسوةٍ معزولة للغاية وفعالة تهدف إلى الحد من زيادة أو فقدان الحرارة، مع تعزيزها في نفس الوقت لاكتساب الطاقة الشمسية السلبية وضوء النهار.