تصميم متجرٍ يليق بعشاق المجوهرات

3

أثناء العمل على تصميم مركزٍ جديد للمجوهرات من ماركة ديفيد يرمان الأمريكية الشهيرة اكتشف المصمم Michael Gabellini شيئاً مشتركاً ما بين الشركة العريقة وعميدي الموضة الإيطالية جورجيو أرماني وسلفاتور فيراغامو إحدى الأسماء البارزة على قائمة زبائن Gabellini.

ويبدو ذلك بتعليق Gabellini نفسه الذي قال “إنها عائلةٌ عريقة وإدارة رشيدة من ديفيد وزوجته سيبيل وابنهما إيفان، ويعتبر هذا المتجر الفريد من نوعه في الولايات المتحدة إضافةً هامة على بيتٍ من أروع بيوت التصميم الأمريكية.” على الرغم من أن المتجر لا يعكس في تفاصيله أسلوب العمارة الأمريكية، حيث نلاحظ بأن المفروشات والمواد المستخدمة أوروبية الطابع، فالقصة هنا ليست مجرد متجرٍ جديد يضاف على قائمة متاجر الشركة إنها عملية خلقٍ أو بالأحرى إعادة إحياء.

كما ونلاحظ تأثراً واضحاً بعمارة فرانك لويد رايت، فضلاً عن منحوتات دونالد جود، وعنه يخبرنا Gabellini بقوله “لقد جاء هذا العمل وليد شراكةٍ وتخاطر أفكار بيننا وبين ديفيد و سيبيل، وهو أمرٌ نادر الحدوث في عالم الأعمال.” ولكن العمل على أرض الواقع أثبت تعقيداً لم يكن بالحسبان على الرغم من أن مساحة المنزل الحالي والبالغة 6,000 قدم تربيعي، وهي ثلاثة أضعاف مساحة متجر يرمان السابق، قد ساهمت بتوسيع المجموعة بشكلٍ ملحوظ خلال عملية التصميم التي امتدت على عامين، حيث كانت مجموعة الرجال والعرائس ماتزال صغيرة، ولم تكن مجموعة الأزياء قد ظهرت بعد.

كان على Gabellini تخصيص الطابقين العلويين للمكاتب وتوسعة مساحة الطوابق الثلاث السفلية في المقابل والمخصصة للمتجر، كما وقد حاول من جهته خلق تدفقٍ هرمي تتخلله مجموعة من الفتحات أو حتى الردهات، حيث تقوم هذه بتوحيد الطوابق وخلق تأثيرٍ قويٍّ ضمن المساحة المتاحة، لتكون النتيجة عبارة عن سلسلةٍ من الكتل المتداخلة.

تأتي هذه السلسلة الفاخرة والأنيقة لتتناسب وخط يرمان على نقيض الماس المتلألئ بالأصفر والأبيض في متجر Graff الواقع إلى اليسار، والخواتم الذهبية وأحجار الزبرجد والجمثت الكريمية في متجر Mauboussin إلى اليمين، ويبدو ذلك جلياً بالنظر إلى المتجر منذ لحظة الدخول ومصادفة البهو المزدوج ذي الارتفاع المزدوج والأرضية الرخامية المخططة بالرمادي، وأخيراً وليس آخراً في الجدار الجصي المشغول يدوياً ليعطي شكلاً مخططاً، أما بمتابعة المسير قدماً فسوف تستهويك بالتأكيد مجموعة النساء المغطاة بمظلة من خشب الجوز.

كما وسوف تلاحظ مجموعة من الصناديق الخشبية -من خشب الجوز أيضاً- مستديرة الحواف تجوب المكان تتراوح في ارتفاعها ما بين 25 و41 بوصة ليشعر الزائر وكأنه تماماً في منزله، وفي المقابل تظهر صناديق العرض وبمستوياتٍ مختلفة على الجدران على نقيض صناديق العرض التقليدية المرصوفة وبارتفاعٍ واحد والتي أرادها Gabellini أن تطوق المكان بأحدث التقنيات عالية الكفاءة، حيث تتبع هذه الصناديق نظاماً أمنياً صارماً للإبقاء على المجوهرات بأمان دون المساس بأناقة المكان.

من جهةٍ أخرى تسترعينا النظارات المرصعة بالجواهر التي تبدو للوهلة الأولى قابعةً بغرفة ٍجانبية قبل أن نلاحظ بأنها تقبع على ثلاثة طوابق، حيث تم تدعيمها بواسطة جدارٍ مقطع يشبه في طياته آلة الأكورديون وقد تم طلي هذه اللوحات باللون الرمادي، في الوقت الذي تشرف فيه الشرفات الزجاجية من الطابق الثاني والثالث على هذا الفراغ المذهل الذي يحتوي على صناديق عرضٍ من 12 إنش، إنها بالفعل مساحةُ استثنائية نجحت بسرقة مساحةٍ زائدة من الفراغ.

من جهةٍ أخرى نلاحظ وجود درجٍ يرتفع إلى مجموعة الرجال وصالون أزياء العرائس يقوم بالهيمنة على فتحةٍ أخرى أصغر في الجهة الخلفية، حيث يلتف هذا الدرج حول مجموعةٍ من القضبان الفولاذية المنصبة من المنور، بينما يقوم الدرابزين الزجاجي بتطويق الدرجات البارزة من خشب الجوز بالإضافة إلى الدعائم الفولاذية، وقد جاء شكل هذا الدرج السداسي بوحيٍ من أشكال الأحجار الكريمة.

لقد أكد Gabellini بأن الإضاءة هي جزءٌ حيوي من المخطط بقوله “نتطلع دائماً باختيار نوعية معينة من الألوان لكل عميل، ولقد ركزنا هنا على ألوان الشفق ما أمكن، فمن السهل تحقيق ذلك في حالة العرض ولكن كيف بإمكاننا تعزيز الدراما عندما تخرج القطع… لذا لم نجد أفضل من إقحام التجهيزات الضوئية ذات الإضاءة المنخفضة في السقف، وهي عبارة عن مجموعة من المصابيح الهالوجنية مع بعض الأضواء عدسية الشكل.”

وأخيراً تخيم أخشاب الجوز والزجاج والفولاذ على كافة التفاصيل في الطوابق الثلاثة ولكنها في كل مرة تظهر بهيئة مختلفة، حيث يحظى كل طابق بجوه الخاص، وخير مثال هنا السجادة الحريرية باذنجانية اللون والجدار الملبي بالبرونز في صالون الرجال، وهو أمرٌ يليق بالذكورة بلا شك، في الوقت الذي يقوم جدار الردهة الجانبية والفضل لطلائه بتخفيف حدة الضوء باتجاه الأعلى وكذلك الجبس الموجود في بيت الدرج.

أخيراً يبقى صالون أزياء الأعراس الأميز كالعادة حيث يقبع هذا الصالون في الطابق الثالث ويضم قطعاً فريدة من المجوهرات النفيسة كالقلادة المرصعة بأحجارٍ من البحر الجنوبي أو الخاتم الثمين من الذهب الأبيض المزين بأحجار مورغانيتي وردية اللون، وهنا نلاحظ بأن الإضاءة بدأت تتحول إلى ألوانٍ أثيرية، وهنا فقط سوف تحظى العرائس بكأس شمبانيا فاخر بينما تختار الأنسب لليلة العمر تحت مصباحٍ ساحر من تصميم الفرنسي Christian Liaigre.

إقرأ ايضًا