متجرٌ H&M في إسبانيا، أناقة التصميم وجودة البضاعة!

2

قام Edtudio Mariscal بعملٍ متكاملٍ من أجل متجر H&M في برشلونة، ابتداءً من أعمال الهندسة المعمارية والإنارة والأثاث والرسومات وانتهاءً بحقائب التسوق.

ويمتد هذا المتجر على مساحةٍ عامةٍ تبلغ 1,720 متر مربع على شارع Portal de l’Àngel 22 في برشلونة الاسبانية.

وقد هدف مشروع التصميم إلى خلق الإثارة بين الزبائن الداخلين إلى المتجر لدى شراء الملابس، وتأمين إمكانية التسوق في مكانٍ مريحٍ وممتعٍ وفريدٍ من نوعه. فضلاً عن هدفهم الرئيسي في التأكد من أن تشكل المنطقة موقعاً لتجربةٍ سارةٍ ومليئةٍ بالمرح، مع التركيز على الهدف الثاني وهو أن تجد الملابس مكانها الخاص ويتمكن توزيع المتجر من تنظيم عملية عرض الملابس والممرات داخل المتجر. وبهذا نلاحظ أن التصميم موظف لخدمة النشاط في المتجر، وليس العكس.

هذا ويوجد متجر H&M الجديد في أكثر الشوارع التجارية شهرةً في برشلونة (Portal de l’Àngel) في المبنى الذي كان إلى وقتٍ قريبٍ المركز الرئيسي لشركة Catalana de Gas.

أما المبنى الأصلي، فهو عبارة عن الأثر المتبقي من الهندسة المعمارية البرجوازية العائدة إلى نهاية القرن التاسع عشر، وهو من إنتاج Domènech Estapà ــالمهندس المعماري الذي كان معارضاً لحركة الحداثة (Modernista) وميالاً أكثر نحو الأسلوب الكلاسيكي الجديد (neo-classical).

وقد كانت كل من حقيقة أن المبنى مجدول وأسلوبه المعماري مقدمتين أسستا وشكلتا المشروع بشكلٍ جزئي. ومن ناحية أخرى، كانت عملية الجدولة مأزقاً حقيقياً في مسألة الاستجابة لشروط التراث وتطبيقها. ولكنها، من ناحيةٍ أخرى، قدمت فرصة العمل على مساحةٍ ذات سماتٍ خاصةٍ بالـnoucentista (العائدة إلى الحركة الثقافية الكاتالونية في إسبانيا في بداية القرن العشرين، والتي نشأت كردة فعلٍ على حركة الحداثة) من الزمن الذي لم تكن فيه الأمتار المربعة تُقاس بمعايير الكسب. ولهذا السبب وُجِدت السلالم الكبيرة والمساحة الفارغة التي تصل حتى السقف. وهذا ما يمكن اعتباره رفاهيةً أصيلةً قديمة الطراز.

كما كان تغيير استخدام المبنى عاملاً مقيداً آخر للمشروع، فقد تم تحويل المنطقة المخصصة لمكاتب أحد الشركات الهامة إلى متجر ملابس عصريٍّ، يستهدف أساساً الجيل الشاب ومحبي الماركات الحديثة.

وبعبارةٍ أخرى، قد عنى هذا إمكانية إنجاز المشروع من خلال محاولة التوفيق بين القديم والحديث: بين حوار الندامة البرجوازي الباروكي العائد إلى القرن السابع عشر مع الأسلوب الشعبي الحديث والمعاصر.

وأكثر ما يستحق التقدير فعلاً هو ما أبداه المصممون من احترامٍ شديدٍ للسمات المعمارية المختلفة، والجهد كبير الذي بذلوه في إصلاح المبنى، مؤكدين على العناصر التي تمت إزالتها أو تغييرها عبر الزمن والاستخدامات المختلفة للمبنى في مرحلته الأخيرة. وتتضمن مثل هذه الأشياء القبة والغرف العامة الثلاثة وحجرة سلالم المبنى والسلالم الامبراطورية الضخمة.

كما تصور المهندسون العمارة الداخلية السريعة الزوال والمركبة من ميزاتٍ يمكن أن تتم إضافتها أو إزالتها، ثم فرضوا كسوةً منيعةً ثانيةً على العمارة القديمة خالقين بذلك صورةً جديدةً من دون الحاجة إلى تشويه المبنى الأصلي.

وبذلك أصبح ما كان يمكن أن يكون عائقاً عبر المشروع حافزاً محركاً للعمل، لأنه ساعد أخيراً في تحقيق المساحة المتعددة الأهداف، والتي تتميز بمرونتها ونموذجيتها واستخداماتها المتعددة. حيث كان الهدف في جميع الأوقات هو تنظيم المنتج لعرض مجموعات H&M بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ، وهذا ما يفسر إيجاد الكسوة الثانية محايدةً باللونين الأبيض والأسود.

وبما أن المبنى كبيرٌ جداً (1,720 متر مربع)، حاول المهندسون أن يبتعدوا عن الرتابة من أجل منح التصميم الجديد بعض الإيقاع والحركة. وليس المقصود هنا الإيقاع من الجانب الشكلي، وإنما أيضاً من ناحية القوة التي يمكن اختبارها في كل منطقةٍ من مناطق المتجر.

ولتحقيق هذا، تم تحضير المفاجآت والتغييرات في الجو العام لمنح كل مساحةٍ شخصيةً خاصةً مختلفةً عن المساحة السابقة. وبهذه الطريقة، أصبح الممر أكثر ديناميكيةً بما أن كل زاويةٍ استطاعت أن تخلق توقعاً واحتمالاً مختلفاً. ليتحقق الهدف الأخير في إضافة المزيد من الإثارة والعاطفة لزبائن H&M المحتملين.

إقرأ ايضًا