مصممو ليغو؛ الأوفر حظاً في العالم!

5

لعل إبداعات شركة ليغو الشهيرة لا تتوقف فقط على ابتكار وإبداع أجمل لعب الأطفال؛ إذ تألقت مكاتبها المُنجزة عام 2010 بزحلوقةٍ معدنيةٍ عملاقة جسدت أفضل ملاذٍ للموظفين بعد يومٍ مرهقٍ من الاجتماعات والعمل.

فبتوقيع المصممين روسان بوش ورونه فيورد كان الهدف تصميم مكتبٍ بخطةٍ مفتوحة يضم في أرجائه أركان عرضٍ شبيهة بمكعبات الليغو وطاولاتٍ مميزة لبناء المجسمات المصغّرة إلى جانب مكتبةٍ خاصةٍ بقطع ليغو المبتكرة.

ليس هذا وحسب؛ إذ يتسع المكان أيضاً إلى ثمانية غرف اجتماعاتٍ ذات واجهاتٍ زجاجية وجدرانٍ مطليةٍ بألوانٍ مختلفة، تقع جميعها في طابق الميزانين الأول الذي يطوّق محيط المبنى بأكمله.

أما في الطابق الأرضي فتخترق الثقوب الدائرية المرحة طاولةً خشبيةً في منطقة احتساء القهوة، خالقةً بذلك مساحةً كافيةً لأرجل الجالسين وأحواضاً مميزةً للزهور والنباتات، في الوقت الذي تترقط فيه مناطق الاستراحة بين محطات العمل وكبائن العرض.

وفيما يلي بعض المعلومات من المصممين أنفسهم، إذ يقولون:

إن مصممي ليغو هم المصممون الأوفر حظاً في العالم، فهم يمتلكون فرصة اللعب بمكعبات ليغو طوال الوقت! واليوم قد بات لدى مصممي قسم التطوير في ليغو بيئة عمل ملموسة تستجيب تماماً لمضمون الشركة ومحتواها المرح… إنها بيئة عملٍ تطغى عليها خصائص البهجة واللعب والإبداع، ويقدّم فيها التصميم الملموس فرصةً للراشدين ليكونوا جزءاً من لعبة الأطفال.

فعندما تشكّل قيم “المرح” و”الوحدة” و”الإبداع والابتكار” و”الخيال” و”الاستدامة” القاعدة الأساسية للتصميم، تتحول مكاتب ليغو بي إم دي إلى قسم تطويرٍ فريدٍ من نوعه يمكن للمصممين فيه أن يكونوا جزءاً من عوالم الأطفال الخيالية.

لذا وبهدف خلق تصميمٍ يستجيب لأهمية التركيز على اللعب، كان من الضروري إطلاق العنان لسلطة الخيال الإبداعية؛ إذ وعبر مساحة الغرفة بأكملها تم تحويل ممرٍ كان موجوداً أصلاً إلى بيئةٍ ضخمة مخصصةٍ للجلوس تم تنجيدها بلونٍ أزرقٍ فاتح حوّلها إلى غيمةٍ خفيفةٍ وطرية تفرد طياتها مشكّلةً أرائك مميزة ومساحة جلوسٍ لطيفة وأخيراً زحلوقةً تربط طابقي المشروع بطريقةٍ مرحةٍ للغاية.

ومن هنا ننتقل لفكرة الحجم؛ حيث تم تحدّي هذه الفكرة بشكلٍ كبير في التصميم عبر عناصر متنوعة كالرسومات الجدارية العشبية الضخمة ورجل الليغو الشهير والطاولات المزينة بأحواض النباتات، وهذا تماماً ما أدى للتلاعب بطريقة إدراك المكان وفهم حجمه، إذ يصعب هنا تحديد الكبير من الصغير بشكلٍ دقيق، كما يتعذر القول بدقة أي ينتهي العمل ويبدأ الخيال!

وهكذا يمكن لعوالم الأطفال الخيالية أن تتحول إلى جزءٍ من الحياة اليومية فقط عبر التصميم الملموس، وهذا ما يخلق مشهداً محفزاً لخلق تصاميم جديدة لألعاب جديدة.

أخيراً لا بد لنا من أن نشير إلى أن تصميم مكاتب ليغو بهذه الطريقة وعلى مساحة ألفي مترٍ مربع، من شأنه مساعدة المصممين على العمل بتعاونٍ وثيق؛ ففي الطابق الأرضي تخلق المساحة المفتوحة الواقعة في مركز الغرفة تدفقاً ديناميكياً للقاءات العفوية وغير الرسمية التي تخلق بدورها مشهداً كاملاً حاضناً للتفاعل الاجتماعي وتبادل المعلومات.

فإن أردت مكاناً للعمل بتركيز يمكنك العمل قرب الزحلوقة المميزة، أما إن أردت عرض تصاميمك فهناك الكثير من منصات العرض وأبراج المجسمات التي تعطي المصممين الفرصة لعرض أعمالهم على بعضهم البعض؛ وهذا تماماً ما يفعّل عملية مشاركة المعارف والأفكار عبر أرجاء القسم.

أما في الطابق الأول، فيفسح امتداد الشرفة المكان لخمسة غرف اجتماعاتٍ صغيرة وثلاثة كبيرة، تتميز كل منها بلونها الخاص وواجهاتها الزجاجية وإطلالتها على المساحة الكبيرة المفتوحة.

وتبقى “منطقة المرح” بطاولتها الصفراء التي تخلق مساحةً كافيةً للاسترخاء والتفاعل الاجتماعي؛ هذا عدا عن طاولات البناء المخصصة للأطفال، والتي تسمح لأصغر الموظفين في ليغو باختبار مجسماتهم ومنتجاتهم الجديدة.

باختصار يمكننا القول أن مكاتب ليغو الجديدة هذه هي عالم الأطفال الذي يحكمه الخيال حكماً مطلقاً باسطاً نفوذه على الأطفال والمصممين على حدٍّ سواء.

إقرأ ايضًا