كريم رشيد يحتفي بالألوان في محطة مترو بإيطاليا

4

من طالع معنا مطعم سويتش من تصميم كريم رشيد، المعماري المصري العالمي، قد يظن بأن الألوان قد نفذت من الدنيا وبأن الكلمات قد وقفت حد سقف سويتش، ولكن رشيد سيفاجئ الجميع بمحطة المترو التابعة لجامعة نابولي في إيطاليا، حيث تبدو هذه المحطة مغمورةً بالألوان الزاهية، رسومات هنا ويافطات هناك… إنها احتفالية ألوان بكل معنى الكلمة.

فلم تعد نابولي مدينة تاريخية في جنوب إيطاليا، بل باتت مستودعاً للمعلومات الفكرية، لذا كان على محطة الجامعة أن تواكب التعددية الثقافية لآلاف المسافرين يومياً… وكأنها بوابةٌ على العصر الرقمي، سوف تجسد محطة المترو الجديدة قضايا مثل المعرفة والابتكار “عنوان الثورة التقنية الثالثة” وتتحول من مجرد محطة للنقل إلى منبرٍ للتصاميم المعمارية المتطورة.

وذلك بالاستفادة من الساحة المؤدية إلى منصات مترو الأنفاق في تمثيل التحول المجازي من الشعور إلى اللاشعور، وبذلك سوف يكون بمقدور المسافر اختبار هذا التحول على أرض الواقع ويتخلص من حالة التشويش وينتقل إلى حالةٍ من التركيز، فعندما يدخل المسافر إلى المحطة عبر الساحة سوف يجتاز مساحةً مكسوة بالأحجار، طُبع على كل حجرة منها كلماتٌ جديدة لم تظهر قبل القرن الماضي، وبمجرد وصوله إلى ردهة المحطة، سوف ينتقل المسافر إلى عالمٍ يضج بالألوان والرسومات.

حيث ستمهد هذه الألوان والرسومات المتغيرة على طول الجدار الخلفي من ردهة المحطة، لما سينتظر المسافر في الأسفل، كما ستقوم بتقطيع المساحة متخللةً المقاعد المعدة للانتظار، ويسترعينا هنا الرسومات الرمزية التي تعكس العقد في الدماغ والإشارات المتشابكة التي يتلقاها.

أما عند النزول إلى منصات مترو الأنفاق عن طريق السلالم المتحركة، فسوف يختبر المسافر هناك متعة الانتقال من الساحة المزدحمة إلى بيئةٍ أكثر تركيزاً وحميمية، حيث تعرض هنا مجموعة من الأعمال الفنية والرسومات الغرافيكية، وتقوم هذه الرسومات بتحفيز المستخدم تشكيل البيئة وفق تعريفه الخاص، كما وسوف يسترعيه على التأكيد أضواء LED المثبتة إلى الخلف من جدارٍ زجاجي عُرضت عليه كلماتٌ معروفة عالمياً في محاولةٍ لمحاكاة الثقافات المتعددة.

بينما وبصعوده وهبوطه من السلالم المثبتة على كل منصة، سوف يستمتع المسافر بمشاهدة لوحات لدانتي وبياتريس، والتي ما تلبث أن تتحول إلى لوحاتٍ رقمية بمجرد الوصول إلى نهاية المصعد، وهنا سوف ترافق المسافر تشكيلة من الألوان الصفراء والزهرية حتى يصل إلى وجهته المنشودة.

أخيراً يعد رصيف محطة المترو المكان الذي يقضي الناس معظم الوقت، ولكن للأسف لم يكن أحد يعي هذه الأهمية قبل أن يأتي رشيد ويحول تجربة الانتظار إلى واحدةً من أكثر التجارب المشوقة، وكأنك في ظل طبيعةٍ غناء هادئة تضج بها الحياة، أما الجدار الخلفي للمنصة المترو فسوف يشغل خلفية فنية تؤطر المحطة وتوفر توهجاً لطيفاً مستمراً في المساحة، في حين ستوفر الأعمال الفنية الرقمية تسليةً للمسافرين ريثما يصل القطار.

إقرأ ايضًا