مخلوق أحمر يظهر وسط شنغهاي

4

إنها ليست صورٌ لكائنٍ فضائي أو مخلوقٍ غريبٍ على الإطلاق، ولكنها في الحقيقة صورٌ لمكتبٍ في شنغهاي… فقد قام فريق العمل في استديو 3Gatti المعماري من روما بتصميم إحدى المكاتب في شنغهاي كجزءٍ من مصنعٍ سابق ليضم هذا المكتب أو الكائن الأحمر أو Red Object على مساحة 708 م2 اثنين من قاعات الاجتماعات ومقهى.

كما ويشكل هذا المكتب إحدى عناصر المشروع التي تنوعت ما بين طابقين نصفيين وما بين إكساء الداخل الإسمنتي بالراتنج الأبيض، فضلاً عن تركيب مقعدٍ أسود للاستقبال ومنضدة للعمل حول بيت الدرج.

ويسترعينا هنا ألوان الأسود والأحمر التي تطغى على التصميم كما طغت منذ عهودٍ طوال على الساحة المعمارية كألوانٍ عصرية مبتكرة، حيث رأيناها في القرن الماضي تمثل الإيديولوجيات والحركات الفنية الجريئة المتعصبة التي تجمع بين المعتقدات الأخلاقية والثقافية مع أشكالٍ مبتكرة للتعبير.

وهنا نلاحظ بأن هذه الألوان التي تمثل بعض الاضطراب أو التوتر تجاه جوهر الأشياء تناقض في طبيعتها تلك البيضاء التي تمثل الفراغ وتسلط الضوء على أهمية ومعنى هذه الأشياء، بكلماتٍ أخرى تخيّل ورقةً بيضاء نقية كتب عليها نصٌ ما بينما تم استخدام اللون الأحمر لتحديد الكلمات… هذا بالضبط ما حصل هنا فقد قام به فرانشيسكو غاتي بربط الألوان مع الأشياء التي قام بتصميمها على نحوٍ غير مسبوقٍ البتة.

وبما أنه قد تم توكيل المعماري الإيطالي في مهمةٍ لقلب مصنعٍ سابقٍ في وسط شنغهاي وتحويله إلى مكانٍ آخر تماماً يضم مكاتب ومساحات متعددة وقاعاتٍ للاجتماعات ومنطقة استقبال ومقهى، أخذ معمارنا بعين الاعتبار ارتفاع الغرف… وقرر تقسيم الطابق العلوي إلى طابقين نصفيين ومن ثم دمج هذين الطابقين بواسطة ممرين مرتفعين، مما كشف عن وجود فتحةٍ محايدة مركزية.

أما استخدام الرانتج الأبيض في الأرضيات والإيبوكسي الشفاف المطبق مباشرةً على الإسمنت فقد ساهم بجعل الارتفاع المزدوج مثالياً للوظائف النفعية التي تعتبر جزءاً من عناصر المشروع التي تشبه المنحوتات إلى حدٍ كبير، من جهةٍ أخرى تكشف كتلة الكائن الأحمر من الإسمنت والآجر والمصحوبة بكتلةٍ ثانوية من الخشب عن قاعتين للاجتماعات ومطبخاً في طابقه السفلي، في حين تم فصلها عن الأرضية بواسطة فراغٍ مضيء معكوس بشكلٍ واضح على الرانتج الأبيض، لتكسوها في النهاية العديد من الألواح الجصية والنوافذ الزجاجية.

وهكذا نجد أن عناصر التصميم الأخرى تتنحى فاسحةً المجال أمام الكائن الأحمر باللمعان والتوهج مثل مقعد الاستقبال الذي يقع في منحنى درابزين الدرج -وتسترعينا هنا كتلة المقعد الفولاذية المكسوة بالخشب والمطلية باللونين الأبيض والأسود- ومنضدة العمل التي تؤدي بالزائر إلى المنطقة المركزية، ولا ننسى الحانة وغرفتي التخزين والعرض وأخيراً غرفة الخادم.

إقرأ ايضًا