ربما لم يعد الدرج المعلّق ابتكاراً تصميمياً يحتفى به؛ ولكنه هنا في منزل “كوين ستريت” في ملبورن الأسترالية كذلك.
إذ يجسد الدرج المعلّق التحفة الفنية المركزية في المنزل، تشاركه في الأضواء جزيرة المطبخ مثلثية الشكل وبعض تفاصيل الطابق العلوي.
حيث أنهت شركة “إدواردز مور” المعمارية الأسترالية مؤخراً هذا المنزل المتميز بمنطقة المعيشة ذات الخطة المفتوحة في الطابق الأرضي.
فهنا لا تتوقف وظيفة جزيرة المطبخ على تحضير الأطباق وغسل بعضها، بل تساعد بفضل درجاتها الخمسة على الصعود أيضاً وصولاً إلى بيت الدرج المتدلي من الطابق الأول بلونه الأصفر المتوهج.
في الأعلى تتوزع مناطق التخزين الواسعة في ممر تم تزويده بعددٍ من الخزائن الخشبية المطلية باللونين الأسود والأصفر. أما عن غرفة النوم الرئيسة المزودة بحمامها الخاص فيمكن حجبها عن باقي المساحات بوساطة بابٍ منزلقٍ.
في هذه الغرفة ينبثق الحمام بخشب الأوكاليبتوس مشكلاً نقطةً محوريةً غير اعتيادية داخل الغرفة، حيث تختفي مغسلةٌ مع غرفة الاستحمام في منطقةٍ وراء الحمام ذاته. والآن دعونا نتطلع على ما ورد عن لسان المصممين حول هذا التصميم الفريد:
إنه تجديدٌ لمنزلٍ قديمٍ في الضواحي أُنجز لصالح واحدٍ من أكثر عملائنا تلوّناً على الإطلاق. حيث تخلق العناصر الملونة والحيوية المقحمة في المساحة المفتوحة رابطاً خفياً بين المستويات، كما تشكّل في الوقت ذاته انتقالاً لطيفاً بين الوظائف.
وباستخدام هندساتٍ متنوعةٍ بشكلٍ دقيق وحذر تم رسم ممر التحرك في المنزل وتم إنجاز الفصل الضروري دون الحاجة لكثيرٍ من الأبواب والممرات.
فقد تمت صناعة كلّ عنصرٍ من مادةً مبهرة وبلونٍ مميز، والهدف من ذلك دعم التطوير الأسلوبي المستمر لقاطني المنزل.
فعلى سبيل المثال، تم تعريف مساحة المعيشة الجديدة ذات الخطة المفتوحة في الأسفل عبر جزيرة المطبخ الضخمة والدرج الأصفر المعلق.
أما في الأعلى، فتخلق الخزائن مدخلاً فسيحاً إلى الغرفة الرئيسة، حيث يتناقض خشب الجوز الأسود مع التشطيبة الصفراء المشرقة في الدرج، الذي يطوّق الجدار بطريقةٍ خفية متحولاً إلى مساحةٍ للخزائن.
أخيراً ما أن تصبحوا داخل غرفة النوم الرئيسة حتى تلحظوا الحمام المصنوع أيضاً من خشب الجوز الأسود، والذي قد تحوّل إلى نقطة التركيز الأساسية في الغرفة التي تدور حولها كافة الترتيبات الأخرى؛ الأمر الذي يسمح بالتالي بالحصول على مستويات مختلفة من الخصوصية التي تضمن في الوقت ذاته المحافظة على فساحة المساحة وتواضعها في آن.
فهل نجح الدرج المعلق هنا في استرداد مكانته في قائمة الابتكارات التصميمية يا تُرى؟!