محطة تجوال شنغهاي المثيرة على وشك الافتتاح

3

بعد ثماني سنواتٍ من العمل المضنِ، ها هو مشروع محطة تجوال شنغهاي الدولية على وشك أن يُفتتح، حيث من المفترض أن تنتهي الأعمال الإنشائية العام القادم بتوقيع معماريٍّ لشركة Sparch الشهيرة، التي بدأت عملها في هذا المشروع متعدد الاستخدامات في عام 2004، بعد أن فتحت مكتباً خاصاً لها في شنغهاي.

فبوقوعها في النقطة الثالثة لمثلثٍ بارز في المنطقة، كان على محطة التجوال هذه أن تقدم فرصة فريدةً من نوعها؛ “فقد أردنا أن نصنع بوابةً للمدينة، وكان على هذه البوابة أن تتمتع بعامل “الإبهار” الرمزي،” حسب كلمات السيد جون كَرن، المؤسس الشريك لشركة Sparch ومدير مكتبها في شنغهاي.

وقد بدأت الشركة التصميم بخطةٍ رئيسة تتضمن مبانٍ بمساحة 2.8 مليون قدماً مربعاً، كما تولّت أيضاً مهمة تصميم كافة التفاصيل في الجانب الشرقي من الموقع، والتي تتضمن هندسة الحدائق والمباني بمساحةٍ تقدّر بـ 1.6 مليون قدم مربع فوق مستوى الأرض.

أما عن دور شركة فرانك ريباس المعمارية، ومقرها نيويورك، فقد كانت مسؤولة عن تصميم أربعة مبانٍ إضافية في الموقع الشرقي إلى جانب هندسة وتنسيق الحدائق وتصميم مرافق الركاب في الجهة الغربية.

وبالعودة لحصة Sparch، فقد تضمنت تصميم برجٍ مكتبيٍّ بثمانية عشر طابقٍ بموازاة الشارع، إلى جانب رصيف إرساءٍ بحريٍّ يتسع لسفنٍ بحمولةٍ تزن 80 ألف طن و1.5 مليون زائر سنوياً.

ليس هذا وحسب؛ إذ تضمّن دور الشركة تصميم “شارعٍ ثقافيٍّ” مزودٍ بساحةٍ غائرةٍ لبيع الطعام وحديقةٍ شتوية وصالة عرض “الفول السوداني”، التي لُّقبت بهذا الاسم نظراً لشكلها المشابه لحبة الفول السوداني، بالإضافة إلى مناطق يتم تطويرها لاحقاً لفعاليات وأحداث الموضة وإطلاق المنتجات والعروض العامة.

وهكذا وسط كل هذا المزيج المتنوع، تبرز أجنحة المحطة الستة المطلة على النهر، ليتم استخدامها كمقراتٍ لشركات الشحن الدولية، وذلك ضمن كتلٍ منخفضة الارتفاع، تتسع للبرنامج المطلوب عن طريق توزيع الكثير من المساحات تحت مستوى الأرض.

فلدى النظر إلى هذه الأجنحة من مستوى الشارع يمكننا أن نلاحظ كيف يتمتع كل جناحٍ من الأجنحة الست بشكله المختلف ومجموعته اللونية المميزة من الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر.

حيث اقترح عميل المشروع، وهي شركة فرانشيون بروبرتيز، إضافة الألوان للأبنية نظراً لكون “شنغهاي رمادية بشكلٍ كبير،” حسب رأي السيد كَرن، “لذا عندما تدخل إلى بيئةٍ تغذي نظرك ببعض الألوان… سيكون أمراً لطيفاً.”

أما في ضفة النهر المتماوجة، فهناك يمكنك ملاحظة تلك المصدّات التي تؤمن الحماية الشمسية اللازمة للجدران الجنوبية والشرفات المتناثرة، ومجدداً بألوانٍ مشرقة للغاية.

وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن خط الأجنحة هذا لا يقطعه سوى “عامل الإبهار” الأساسي في محطة التجوال هذه، والذي أطلق عليه معماريو المشروع لقب “ثريا شنغهاي”!

فنظراً لقرار الحكومة في شنغهاي بدفع البرنامج الثقافي للموقع، تم تصميم جسر بأبعاد 130×130 قدم، تتعلق عليه الأشكال البيضاوية بوساطة أسلاك، لتحتضن داخلها مساحاتٍ مميزة للاستخدام العام.

وللتوصل للكتلة المطلوبة عمل معماريو Sparch مهندسي آروب وويدلينغر، أما لقولبة كسوة “البيض” الملونة، فقد استعانت الشركة بخبرة مصنّعٍ لقوارب النجاة، في الوقت الذي تسمح فيه المصاعد المركزية ونظام توزيع الحركة بالتحرك بحرية بين مساحة المعرض داخل إحدى البيضات، والبارات والمطاعم داخل البيضات الأخرى وقمة الجسر.

هنا تجدر بنا الإشارة إلى أن هيكل الثريا هذا قادر على حمل أسطح قابلة للتحريك، تُستخدم في عروض الإسقاط الرقمية الخارجية.

كما سيتمكن عامة الناس من الوصول إلى واجهة المنتزه الكبيرة في الموقع بكل سهولة نظراً لترك مساحات كبيرة من أرض الوقع مفتوحة استجابةً لمطالب المدينة.

وبهذه الطريقة يُكمل الموقع منطقة المشاة الشعبية ولكن بشكلٍ جديد تم افتتاحه في معرض وورلد إكسبو 2010.

إقرأ ايضًا