لم يكن الأمر مجرد إقحام سلمٍ ما بين أجزاء المنزل والسلام… فقد كان على المعماري اللبناني تامر عدادي خلق درجٍ صغير في بيتٍ صغيرٍ نسبياً في لندن بحيث لا تتعدى أبعاده 140سم ×90 سم، وذلك تلبيةً لرغبة الزبون الذي طلب استبدال السلم المؤقت بدرجٍ دائم لتحسين اتصال الطابق العلوي مع بقية أجزاء المنزل.
وفي سبيل تحقيق هذه الغاية كان لابد من التوصل إلى حلٍ من شأنه المساعدة في دمج الطابقين مختلفي التصميم دون تشويه معالم أيٍ منهما؛ الطابق العلوي الخشبي ذي الخطوط المعاصرة الأنيقة مع الطابق السفلي فيكتوري الطابع المفروش بالسجاد والذي تطغى على أعمدة الدرابزين فيه العديد من النقوش والزخارف.
كان الحل بتصميم ثلاثة عناصر منفصلة بأسلوب الحد الأدنى، وهكذا اجتمعت مع بعضها البعض لتشكل الدرج المنشود لتكون هذه العناصر هي لوح من الستانلس ستيل بسماكة 6 مم، وعمود من الستانلس ستيل أيضاً ولكن بسماكة 50 مم، وأخيراً زجاج مقوى بسماكة 20 مم، ولكن في المقابل كان على هذا الدرج أن يرفد المنزل بشكلٍ مجرد يمكن رؤيته تقريباً وكأنه قطعة أثاث تزين المساحة وليس تركيبةً ثابتة منبثقة عن الطابق السفلي أو العلوي.
أما إحدى أهم نتائج توسعة الفتحة إلى الطابق العلوي فهي زيادة كمية الضوء الطبيعي القادم من ملقفٍ موجود في الطابق العلوي إلى الفسحة المعتمة من الطابق السفلي، وقد ساهم ضيق الدرج فضلاً عن انفصاله عن الجدران بتعزيز هذا التأثير، إذ تعمد معمارنا المميز فصل الدرج ذاتي الدعم بواسطة فتحة ضيقة، بينما يخدم العمود المصنوع من الستانلس ستيل بمثابة الدرابزين.
ختاماً تسترعينا الأضواء التي تتخلل هذه الجدران، والتي تسهم هي الأخرى بتعزيز الاتصال بين الطوابق ليصبح صعود الطابق العلوي عبر الدرج تجربةً بحد ذاتها، فلا عجب إن زرت هذا المنزل ورأيت أفراده على الدرج طوال الوقت.