صفاءٌ ونقاءٌ وطبيعيةٌ من جهة، وطرائقٌ تتحدى تكنولوجيا الفضاء في صناعة المنتجات من جهةٍ أخرى؛ هذا هو ملخص تصميم بوتيك آهافا، وهو المتجر الأول من نوعه في العاصمة الهنغارية بودابست المتخصص في مبيع مستحضرات التجميل المستخلصة من معادن البحر الميت. إذ واجه مبتكروا تصميم المتجر المبدعون من شركة Minusplus المعمارية تحدياً كبيراً تمثّل في دمج مثل هذين التيارين في أسلوبٍ موحّدٍ.
ومع ثلاث وظائفٍ مختلفة في مساحةٍ صغيرةٍ نسبياً، باتت التحديات أكبر وأقوى، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار شكل المتجر الضيق والمرتفع والواقع في قسمٍ من متجر باريس ديبارتمنت ستور متعدد الأقسام.
للوصول إلى زبدة الموضوع؛ كانت النتيجة عبارة عن متجرٍ بمساحةٍ مهوية وحميمية في نفس الوقت، حيث جاءت العناصر التصميمية الجديدة، كالجدار المتميز بنقش الـ DNA ومساحة عرض المكونات التجميلية، لتعمل كمدعمات لكتلة كبسولة الجمال التصميمية الخفيفة التي ابتكرها المصممون. حيث يمكن أن يصبح حل تعزيز المساحة عنصراً عالمياً للعلامة التجارية، بطريقته الذكية في فصل المساحة المفتوحة المخصصة للبيع عن قسم التجريب المقولب ضمن الشكل اللولبي.
أما عن القاعدة شبه المفتوحة، فتؤمن مكاناً مناسباً لتجربة المنتجات مع حجرتها العلوية المغلقة والمخفية والتي يمكن الوصول إليها بدرجٍ حلزوني للتمتع بعلاجٍ رائعٍ باستخدام أفخر المنتجات. حيث تبدو وكأنها تطفو في المكان، وذلك طبعاً بفضل شكل كتلتها وحجمها المدروسين وإضاءتها المنخفضة.
ولكن احذر هنا عزيزي القارئ، فلن تشعر أبداً بأنك محتجز في هذه المساحة المغلقة، إذ تعطي مساحة الشرنقة الصغيرة والمغلقة هذه إحساساً بالإتساع والفساحة، وذلك بفضل ثلاثة عناصر مهمة تمثّلت باللون الأبيض الذي يملأ المكان والخزائن المستوحاة من الخيال العلمي، إلى جانب صور البحر الميت البانورامية المضاءة من الخلف، والتي تجعل من المكان أشبه بقطعةٍ من الفردوس الحقيقي.
وعن مساحة عرض المنتجات كان للألواح الكبيرة المملوءة بالملح والطين, إلى جانب الفاصل الجداري بني اللون والرفوف الخشبية ذات الطراز الريفي دورها في تشكيل نظيرٍ للمساحة الداخلية البيضاء.
أخيراً تم ملء الفراغات والشقوق بين الوظائف الأساسية بمرافق فنية ومساحات تخزينية, في حين جاءت تجهيزات التهوية تحت الأدراج, لتبدو المساحة للرائي العادي واضحةً وبسيطةً، في حين تطلب في الحقيقة كل إنشٍ منها حلاً فردياً قائماً بحد ذاته.