التصميم الداخلي لبهو المعهد الملكي للمهندسين

2

عندما يكون الحديث عن المعهد الملكي للمهندسين في مدينة هوغ الهولندية، لا يمكن للتصميم إلا أن يكون على قدرٍ عالٍ من الابتكار والحداثة، وفي الحقيقة هذا أقل ما يمكن وصف بهو KIVI NIRIA الهجين الرابط بين قاعة المحاضرات في المعهد والمبنى المجاور، والذي جاء بتصميمٍ عصري وواجهةٍ زجاجية قابلة للفتح من شأنها أن تحوّل المكان إلى شرفةٍ خلابة بتوقيع فريق AAArchitects.

فبعد أن طُلب من معماريي AAArchitects إضافة بهوٍ للممر الموجود أصلاً في الموقع، ما كان منهم إلا أن ابتكروا تصميماً يقوم بدورٍ مزدوج -ألا وهو دور الممر والبهو معاً- مع التأكيد على التقليل من الانفصال المكاني لحدّه الأدنى، مع الاكتفاء بمجرد الإشارة إليه برقة بوساطة الفارق بين ارتفاع السقف والسطح.

فإذا ما تطرقنا إلى الفوارق بين الممر والبهو تجدر بنا الإشارة إلى أن الممر يستمر محافظاً على العرض نفسه من بدايته وحتى نهايته، أما البهو فيزداد عرضه مع التوجه نحو قاعة المحاضرات، حيث أكثر النقاط ازدحاماً؛ ولكن وعلى الرغم من هذا الفارق يندمج القسمان مع بعضهما البعض، ليتحولا إلى مساحةٍ واحدةٍ يمكن للحشود الكبيرة استخدامها في الوقت عينه، وذلك بفضل قرار المصممين بعدم إيجاد أي نوعٍ من الانفصال بين المساحة عن طريق الابتعاد تماماً عن استخدام الأعمدة بين المساحتين.

أما عن الواجهة الجديدة كلياً فتتميز من الخارج باستخدامها الكامل للزجاج الملصق بالسليكون، تدعمه من الداخل أطرٌ فولاذية على شكل حرف T. حيث تم ربط هذه الأجزاء الفولاذية مع الزجاج بوساطة وصلات ميكانيكية مخفية.

ولزيادة الاتصال وتعزيز العلاقة مع الحديقة المجاورة، خطر على بال المصممين إقحام باب كبير في الواجهة مصنوع من أربعين لوح زجاجي، يتم فتحه بوساطة أسطوانات هيدروليكية، ويكون من شأنه فتح جزء كبير من الواجهة دون أن يتم إفسادها بإقحام عددٍ من الأبواب.

بالنسبة للأرضيات القديمة المصنوعة من الرخام فقد تمت إعادة استخدامها مع إكمالها بتشطيبات من نفس نوع خشب الورد المستخدم في قاعة المحاضرات، ليأتي هنا ويحدد مساحة البهو الجديدة، التي تميز سقفها بفضل بالتعاون مع الفنان فنسنت دي ريجك بألواحه المصنوعة من البوليستر الملون والألواح الصخرية الملونة، والتي تتعلق جميعها في شبكةٍ تمتد وتتسع وفقاً لعرض الممر، تزينها الأضواء المخفية خلف شريطٍ شفافٍ من الألواح.

وإذا ما تطرقنا أكثر للتفاصيل التقنية، لابد لنا من الإشارة إلى محاولة فريق العمل التخفيض من تكلفة المشروع وإبقاء الواجهة خالية من التركيبات المرئية، الأمر الذي عزا بهم لإعادة استخدام أجهزة التدفئة القديمة ودمجها داخل الجدار الجديد المصنوع من شرائط خشبية طويلة مستمرة يتدفق عبرها الهواء الساخن المندفع من أجهزة التدفئة نحو البهو.

ولكن هذا فيما يخص التدفئة، فماذا عن التبريد؟

المسألة بسيطة للغاية، فقد اعتمد المصممون تغطية الواجهة كلياً بزجاجٍ رمادي ذي قدرةٍ عالية على التحكم بأشعة الشمس، وبالتالي الكسب الحراري الناتج عنها.

أخيراً تتمثّل التحفة اللطيفة في البهو بالمنضدة الكبيرة والطويلة المصنوعة من الفولاذ المطلي، والتي تجسد مكاناً هاماً للتخزين يغطيها سطحٌ من خشب الورد الداكن القابل للتحريك، والذي يكشف ما أن يتم سحبه عن مغسلةٍ يمكن استخدامها من قِبل مستخدمي المبنى وقاعة المحاضرات، الذين سيتمكنون من الدخول إلى المكان عبر الأبواب المصنوعة من خشب إم دي إف أسود اللون والخالية تماماً من أية قبضات، حيث يتم فتحها بمجرد ضغطة زر واحدة.

إقرأ ايضًا